السؤال
ما رأيكم في من يقول بوجود قوة خارقة وبوجود أشخاص يطيرون واقعيا وغير ذلك؟ وهل هذا جائز؟.
ما رأيكم في من يقول بوجود قوة خارقة وبوجود أشخاص يطيرون واقعيا وغير ذلك؟ وهل هذا جائز؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن القول بأن هناك قوة خارقة تفعل بنفسها، قول باطل مناف لما يجب اعتقاده من ربوبية الله تعالى للكون وتصرفه فيه بما يريد، وأنه ذو القوة المتين، وجميع خلقه ضعفاء مفتقرون إليه في جميع أمورهم، وهو سبحانه تعالى ذو القوة المطلقة، المتمكن من جميع خلقه، والمتصرف فيهم بما يشاء، لا معقب لحكمه، ولا راد لقضائه، ولا مانع لما أعطى، ولا معطي لما منع، كما يدل له قوله تعالى: ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حبا لله ولو يرى الذين ظلموا إذ يرون العذاب أن القوة لله جميعا وأن الله شديد العذاب {البقرة:165}.
وقوله تعالى: كدأب آل فرعون والذين من قبلهم كفروا بآيات الله فأخذهم الله بذنوبهم إن الله قوي شديد العقاب {الأنفال:52}، وقوله تعالى: فلما جاء أمرنا نجينا صالحا والذين آمنوا معه برحمة منا ومن خزي يومئذ إن ربك هو القوي العزيز {هود:66}.
وقوله تعالى: ما قدروا الله حق قدره إن الله لقوي عزيز {الحج:74}.
وقوله تعالى: ورد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا وكفى الله المؤمنين القتال وكان الله قويا عزيزا {الأحزاب:25}.
وقوله تعالى: الله لطيف بعباده يرزق من يشاء وهو القوي العزيز {الشورى:19}.
وقوله تعالى: إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين {الذاريات:58}.
ولكنه لا ينكر وجود بعض المخلوقات القوية ـ بإذن الله تعالى ـ ومن ذلك الملائكة، ففيهم إسرافيل الذي ينفخ عندما يأذن الله له فتصير الجبال هباء منثورا، فالله تعالى هو الذي أعطاه هذه القوة.
وأما طيران بعض الأشخاص: فقد ذكره بعض الفقهاء، ولكنهم ذكروا أن هذا الطيران لو حصل لا يدل على فضل صاحبه ولا كرامته، وإنما يعتبر ذلك بقدر تمسكه بالدين، وقد قال الأخضري رحمه الله تعالى:
إذا رأيت رجلا يطير وفوق ماء البحر قد يسير
ولم يقف عند أمور الشرع فإنه مستدرج وبدعي.
وقال الإمام الشافعي: إذا رأيتم الرجل يمشي على الماء أو يطير في الهواء، فلا تغتروا به حتى تعرضوا أمره على الكتاب والسنة. انتهى.
ولمزيد فائدة راجع الفتوى رقم: 53617.
والله أعلم.