السؤال
ما دعاء التعار؟ وما شروطه؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالدعاء المأثور الوارد في شأن من تعار من الليل قد رواه البخاري, وغيره, ولفظه: من تعار من الليل، فقال: لا إله إلا الله وحده، لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، الحمد لله، وسبحان الله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، ثم قال: اللهم اغفر لي، أو دعا، استجيب له، فإن توضأ وصلى، قبلت صلاته.
وهناك بعض الزيادات التي في روايات غير البخاري، مثل:… ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. كما صححها الألباني في صحيح ابن ماجه.
وزيادة:… يحيي ويميت، بيده الخير، وهو على كل شيء قدير... كما صححها الألباني في صحيح الجامع.
ومن الشروط المتعلقة بهذا الدعاء: أن يبيت الشخص على طهارة، كما جاء في بعض ألفاظ الحديث الصحيحة, فعن معاذ بن جبل ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من عبد بات على طهور، ثم تعار من الليل، فسأل الله شيئا من أمر الدنيا، أو من أمر الآخرة إلا أعطاه. صححه الألباني في صحيح ابن ماجه.
وعند أبي داود: ما من مسلم يبيت على ذكر، طاهرا، فيتعار من الليل، فيسأل الله خيرا من الدنيا والآخرة، إلا أعطاه إياه. صححه الألباني في صحيح أبي داود.
كما يشترط أن ينطق الشخص بالدعاء وقت استيقاظه من النوم دون غيره من الكلام, جاء في فتح الباري لابن حجر: وقال الأكثر: التعار اليقظة مع صوت، وقال ابن التين: ظاهر الحديث أن معنى تعار استيقظ؛ لأنه قال: من تعار فقال ـ فعطف القول على التعار انتهى، ويحتمل أن تكون الفاء تفسيرية لما صوت به المستيقظ؛ لأنه قد يصوت بغير ذكر، فخص الفضل المذكور بمن صوت بما ذكر من ذكر الله تعالى، وهذا هو السر في اختيار لفظ تعار دون استيقظ، أو انتبه، وإنما يتفق ذلك لمن تعود الذكر، واستأنس به، وغلب عليه حتى صار حديث نفسه في نومه ويقظته، فأكرم من اتصف بذلك بإجابة دعوته، وقبول صلاته.
وفي مرعاة المفاتيح: وكذلك في قوله: تعار ـ تنبيه على الجمع بين الانتباه والذكر، وإنما يوجد ذلك عند من تعود الذكر فاستأنس به، وغلب عليه حتى صار حديث نفسه في نومه ويقظته. انتهى.
ولمزيد الفائدة راجع الفتويين رقم: 61257, ورقم: 167959.
والله أعلم.