أفضل العبادات بعد الفرائض

0 207

السؤال

من لم يكن لديه علم ينتفع به، ولا ولد صالح يدعو له، ولا مال ليجعله صدقة جارية، فماذا عليه أن يفعل؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:                 

 فهذا الشخص الذي سألت عن حالته، ينبغي له أن يستغل عمره في طاعة الله تعالى, واكتساب الحسنات, وذلك من خلال أعمال الخير الكثيرة، ومن أعظمها الإتيان بما فرض الله تعالى، فهو أفضل الطاعات والقربات, كما في الحديث القدسي الذي أخرجه البخاري من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-: وما تقرب إلي عبدي، بمثل أداء ما افترضته عليه. 

 ثم الإكثار من العبادات التي هي أعظم ثوابا من غيرها, وقد اختلف العلماء في أفضل العبادات بعد الفرائض، فقيل: العلم، وقيل: الجهاد، وقيل: الصلاة.

 ورأي شيخ الإسلام ـ رحمه الله ـ أن هذا يتفاوت بتفاوت الأشخاص والأحوال، حيث قال في منهاج السنة: وهذه الثلاث ـ الصلاة، والعلم، والجهاد ـ هي أفضل الأعمال بإجماع الأمة، قال أحمد بن حنبل: أفضل ما تطوع به الإنسان الجهاد، وقال الشافعي: أفضل ما تطوع به الصلاة، وقال أبو حنيفة، ومالك: العلم، والتحقيق أن كلا من الثلاثة لا بد له من الآخرين، وقد يكون هذا أفضل في حال، وهذا أفضل في حال، كما كان النبي صلى الله عليه وسلم وخلفاؤه يفعلون هذا، وهذا، وهذا، كل في موضعه بحسب الحاجة والمصلحة. انتهى.

 وقال ـ رحمه الله ـ في مجموع الفتاوى: وأما ما سألت عنه من أفضل الأعمال بعد الفرائض: فإنه يختلف باختلاف الناس فيما يقدرون عليه، وما يناسب أوقاتهم، فلا يمكن فيه جواب جامع، مفصل لكل أحد، لكن مما هو كالإجماع بين العلماء بالله وأمره: أن ملازمة ذكر الله دائما، هو أفضل ما شغل العبد به نفسه في الجملة. انتهى.

 كما أن تلاوة القرآن عبادة عظيمة الثواب, فالقارئ له بكل حرف عشر حسنات؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: من قرأ حرفا من كتاب الله، فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول: ألم حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف. رواه الترمذي، وصححه الشيخ الألباني.

ومن الأذكار التي يعظم ثوابها: الباقيات الصالحات, كما في الفتوى رقم: 66871

وللمزيد عما ينفع الشخص بعد موته، راجعي الفتوى رقم: 8042, والفتوى رقم: 170505

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى