السؤال
قبل شهر كنت سعيدة، وخفت من الوساوس، وكنت في راحة تامة، وفجأة بدأت شكوك في ذات الله، وأفكار بأنني أريد الكفر بالله، ولا أستطيع تجاهلها، وأتأثر بها كثيرا، وبعدها سألت قسم الاستشارة بموقعكم، فأخبرني الطبيب أنني أعاني من خلل في كيمياء الدماغ سببت وساوس قهرية، فهل يعتبر هذا من الكفر؟ وأنا لا أريد الكفر طبعا، وما الحكم في كل هذا؟ أشعر بأنني مجنونة، وأحيانا أتجاهلها، وأحيانا تغلبني، وسمعت الكثير من النصائح في هذا الباب من شيوخ، وعند تطبيق العلاج أفشل، فما الحل؟ وما سبب زيادتها؟ وهل عدم شفائي وزيادة الهم دليل على أنني مذنبة، وأن الله غاضب علي؟ وهل أحاسب على تقصيري، وظلمي، وجهالتي في علاج هذا المرض أم إنه مكتوب؟ وهل الإنسان المبتلى بالوسواس وزيادته دليل على قوة إيمانه أم ضعفه؟ وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلا علاج لك ـ أيتها الأخت الكريمة ـ سوى الإعراض عن الوساوس، وتجاهلها، وعدم الالتفات إليها، واعلمي أن هذه الوساوس لا تضرك، ولا تؤثر في صحة إيمانك، وأنت -بحمد الله- مسلمة مؤمنة، لم تخرجي من الملة، ولم تقعي في شيء من الكفر لأي سبب مما ذكرته في سؤالك، بل هذه الوساوس وكراهتك لها، ونفورك منها دليل على صحة إيمانك، وقوة يقينك، وأنت مأجورة على ما تقومين به من مدافعة الوساوس، والإعراض عنها، وانظري الفتوى رقم: 147101
وطريق المجاهدة للوساوس هو أن تتجاهليها، ولا تناقشيها، ولا تسترسلي معها، وسيكون ذلك صعبا في أول الأمر، لكنه مع المواظبة، والإصرار، والاستعانة بالله تعالى، سيتيسر عليك، ويصير سهلا، فهوني عليك، واستحضري رحمة الله بخلقه، وسعة فضله، وجوده، وبره، وأنه أرحم بعبده من الأم بولدها.
وما دمت تعلمين أن هذه الوساوس من الشيطان، فلا تسلطيه عليك، ولا تتمادي مع وساوسه، ولا تعطيه الفرصة لإتعابك، وتنغيص عيشك، ثم اعلمي أنه لا يلزم أن يكون ابتلاؤك بهذه الوساوس غضبا من الله، أو بسبب معصية منك، بل ربما كان ذلك ليرفع الله درجتك بصبرك، ومجاهدتك للوساوس، وسعيك في التخلص منها -نسأل الله لك الشفاء، والعافية-.
والله أعلم.