السؤال
أعلم أن الاستهزاء باللغة العربية يعد كفرا، لأنها لغة القرآن ومن شعائر الإسلام، وسؤالي عن الضحك أو المزاح حول بعض اللهجات، أو صعوبة نطق بعض الحروف الأعجمية عند العرب، أو العادات العربية، أو الكلمات نادرة الاستخدام، أو ما شابه ذلك من الأشياء المرتبطة بلغة الضاد، دون قصد الاستهزاء من الدين، فهل هذا من المزاح المحرم؟ وما حكم رمي المجلدات أو الورقات التي فيها كلام عربي أو العبث بها، والتي ليست فيها آيات قرآنية ولا أحاديث شريفة، ولا أسماء لله تعالى، ولا أنبيائه؟ وهل يجب احترام الكلمات والحروف العربية المجردة كما نحترمها عندما تكون في آية من القرآن أو حديث شريف؟.
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا شك أن اللغة العربية تعتبر من شعائر الإسلام, فهي اللغة التي نزل بها القرآن الكريم, فالاستهزاء بها لكونها من شعائر الإسلام يعتبر كفرا مخرجا عن الملة, كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 282451.
وبخصوص المزاح حول صعوبة نطق بعد الكلمات الأعجمية في لغة العرب, فليس من المزاح المحرم إذا سلم من الكذب وأذية المسلمين والسخرية منهم، إلى غير ذلك من الضوابط التي يباح معها المزاح, وراجع في ذلك الفتويين رقم: 67495, ورقم: 73378.
ويجب تعظيم كل مكتوب مشتمل على ما هو معظم شرعا كالقرآن, أو الحديث النبوي, ونحوهما, ويحرم الاستخفاف به؛ كما سبق في الفتوى رقم: 218242.
أما الأوراق المكتوبة بخط عربي, وليست مشتملة على ما هو معظم شرعا, فقد اختلف أهل العلم هل يجب تعظيمها أم لا؟ كما سبق في الفتويين رقم: 186893، ورقم: 107062.
والأحوط للمسلم أن يحترم تلك المجلدات, والأوراق, وعدم رميها، مراعاة للقول باحترام الحروف العربية, ولو كان فيها غير معظم شرعا, وراجع الفتوى رقم: 103653.
والله أعلم.