تعرف عليها شاب وأحبته وتابا وتدعو أن يجتمعا في الحلال

0 115

السؤال

أنا فتاة، عندما كنت في الثانوية، تعرف علي زميل، وأحبني، وبعد أشهر تعرفت عليه جيدا وأحببته أنا كذلك.
هو شاب ذو أخلاق، ولم أر منه سوءا أبدا، فأصبحنا قريبين من بعضنا، نتكلم، نتشارك همومنا وأفراحنا، يساعد أحدنا الآخر في الدراسة، وننصح بعضنا، نتكلم عن عائلاتنا؛ فأصبحت أعرف عائلته دون أن ألتقي بهم، وهو كذلك.
وللعلم فإن أمه تعلم أنه يحبني؛ لأنه أخبرها، وأنا أفكر في إخبار أمي كذلك.
وبعدها ذهبنا إلى نفس الجامعة (جامعة الطب)، وهنا بدأت تتدهور الأحوال، فمع كبر مسؤولية الدراسة، زاد الضغط علينا، وأصبحنا نتشاجر كثيرا.
وفي يوم جاء وقال لي إنه يريد إيقاف كل شيء، قال إنه يشعر أن ربنا غضبان علينا، وأن الله يحبنا ونحن نخونه، وأنه لا يريد أن يعاقبه الله بأن يحرمه مني في المستقبل؛ لذا يجب أن يوقف كل شيء.
بالطبع في البداية كانت صدمة كبيرة علي، لكن بعد مرور الأيام بدأت أفهم، خاصة عندما رأيت الألم الذي في قلبي، قلت لنفسي: إن الله أراد أن يحميني لما حرم هذه العلاقات.
فتقربت كثيرا من الله بعد هذا، الحمد لله، وزادت قيمة هذا الشاب في عيني، فبفضل الله أولا، ثم بفضله، عدت إلى الطريق الصحيح، والآن أريد أن أشكره على هذا.
وفي كل صلاة، وفي كل قيام ليل، وفي كل فريصة أرفع يدي لله، وأشكره؛ لأنه أعادني إلى طريق الصواب، وأطلب منه أن يغفر لنا، وبأن يجمعنا في الحلال إن شاء الله.
لكن مع هذا فإني أشعر دائما بألم في قلبي لفراقه، وخوف بأن أفقد هذا الشاب بعد كل هذه السنين (علما أنه قد بقيت لنا 6 سنوات في الجامعة، ولا يمكن أن يخطبني إلا بعد 4 أو 5 سنوات)
فيا شيخ هل يمكن أن يستجيب لي الله، ويرزقني هذا الشاب كزوج لي؟ وكيف علي أن أدعو حتى يستجاب لي؟
جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

 فالحمد لله الذي من عليكما بالتوبة إلى الله، والوقوف عند حدوده، والتوفيق لطاعته، فتلك نعمة من أعظم النعم التي تستوجب الشكر، لكن عليكما الحذر من النكوص، واتباع خطوات الشيطان، واسألا الله الثبات، والحفظ من الفتن.
 واعلمي أن الدعاء إذا استوفى شروطه، وآدابه، المبينة في الفتوى رقم: 32655، كان حريا بالإجابة.

وعلى كل حال فإن الدعاء المشروع نافع للعبد في دنياه وأخراه، فعن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم، ولا قطيعة رحم، إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن تعجل له دعوته، وإما أن يدخرها له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها. قالوا: إذا نكثر، قال: الله أكثر. رواه أحمد.

فأبشري خيرا، واعلمي أنك إذا صبرت، واستقمت على طاعة الله، فلن يضيعك الله، قال تعالى: ".. إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين {يوسف:90}.

ولا حرج عليك أن تدعي الله تعالى أن يرزقك الزواج من هذا الشاب، لكننا لا ننصحك بذلك، بل ادعي الله تعالى أن يرزقك الزوج الصالح الذي تقر به عينك، وتسعدين معه في حياتك، فالمرء يعرف ما يحب، لكنه لا يعرف أين يكون الخير له، قال الله تعالى:  وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون {البقرة:216}.  

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة