السؤال
لماذا ذكر الله تعالى في سورة البينة كلمة ( أبدا ) في خلود أهل الجنة ، ولم يذكر كلمة ( أبدا) في خلود أهل النار؟ ما هو تفسير ذلك؟
لماذا ذكر الله تعالى في سورة البينة كلمة ( أبدا ) في خلود أهل الجنة ، ولم يذكر كلمة ( أبدا) في خلود أهل النار؟ ما هو تفسير ذلك؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن ذكر كلمة أبدا في بعض الآيات، وعدم ذكرها في البعض الآخر ورد في القرآن في شأن أهل النار، وفي شأن أهل الجنة. وقد أجاب عن هذا الإشكال لمن استشكله الدكتور فاضل السامرائي في كتابه " لمسات بيانية في نصوص من التنزيل "
فقال : هناك قاعدة في القرآن الكريم سواء في أهل الجنة أو في أهل النار: إذا كان المقام مقام تفصيل الجزاء، أو في مقام الإحسان في الثواب، أو الشدة في العقاب يذكر (أبدا) وإذا كان في مقام الإيجاز لا يذكرها. في سورة النساء آية 57 (والذين آمنوا وعملوا الصالحات سندخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا لهم فيها أزواج مطهرة وندخلهم ظلا ظليلا) هذه الآية فيها تفصيل للجزاء فذكر فيها (أبدا) ، أما الآية 13 من سورة النساء (تلك حدود الله ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك الفوز العظيم) ليس فيها تفصيل فلم يذكر فيها (أبدا) . كذلك في سورة البينة لم يذكر مع الكافرين (أبدا) لأنه لم يفصل في عقابهم (إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين في نار جهنم خالدين فيها أولئك هم شر البرية) آية 6، وذكرها مع المؤمنين لأنه فصل الجزاء لهم (جزاؤهم عند ربهم جنات عدن تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك لمن خشي ربه) آية 8، فالتفصيل زيادة في الجزاء، ويتسع في قوله (أبدا) فيضيف إكراما إلى ما هم فيه من إكرام، وكذلك في العذاب. اهـ
والله أعلم.