السؤال
أولا: أحب أن أشكركم على مجهوداتكم، وأسال الله أن يجزيكم كل خير عن هذا، ويجعل مثواكم في جنات الفردوس.
ثانيا: أنا شاب أعاني من وساوس في الطهارة، فغالبا بعد ما أتوضأ وينقطع البول أشعر أن قطرة بول أو قطرتين بالكثير قد نزلت مني، وأحيانا أفتش في ملابسي، ولا أجد شيئا، وقد أستشعر رطوبة بسيطة، وقد لا أستشعرها، ولكني إن شممت الملابس الداخلية أشم رائحة بول، وأحيانا أستشعر رطوبة دون رائحة، فأصبحت دائما أغسل ثيابي مرارا وتكرارا، وأرتديها قبل أن تجف من الغسل. فهل يصح أم ماذا؟
وأعيد الوضوء مرات عديدة، وقد أصبح الأمر شاقا علي، فسألت شيخ المسجد نصحني بأن أنضح الملابس الداخلية بالماء بعد الاستنجاء، ولا ألتفت إلى شيء، نزل أو لا؛ فإن نزلت قطرات بول فإنها نزلت على طهارة، وتكون طهارة.
سؤالي: هل أتبع كلام الشيخ؟ وإن كان كذلك ففي الصلاة القادمة هل أستنجي مجددا، وأكرر نضح الملابس بالماء والوضوء أم ماذا؟
وهل إذا شعرت أثناء الصلاة بأن قطرة أو اثنتين نزلت هل أقطع الصلاة أم ماذا؟ وما حكم صلاتي في هذا الوقت؟
وهل تنتقل النجاسة من الملابس الداخلية إلى الخارجية أم ماذا؟
وأخيرا عندما أستيقظ وأجد رطوبة ماذا ينبغي أن أفعل؟ لأني لا أعلم ماهيتها!
أتمنى أن تساعدوني. ولكم جزيل الشكر.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فعلاج هذه الوساوس التي تعاني منها هو أن تعرض عنها، وألا تلتفت إليها، ولا تعيرها اهتماما، وانظر الفتوى رقم: 51601، وإذا شككت في خروج قطرات البول منك، فلا تلتفت إلى هذا الشك، ولا تعبأ به، وابن على الأصل المتيقن، وهو أنه لم يخرج منك شيء، حتى يحصل لك اليقين الجازم الذي تستطيع أن تحلف عليه أنه قد خرج منك شيء، ولو نضحت ثيابك بعد الاستنجاء حتى تنسب ما تشعر به من رطوبة إلى بلل النضح كان ذلك حسنا، كما وردت به السنة، فلا تستنج، ولا تقطع صلاتك، ولا تفتش هل خرج شيء أو لا؛ لمجرد هذه الشكوك وتلك الوساوس.
وما تذكره من أمر الرائحة الظاهر أنه مجرد وهم لا حقيقة له، وإذا وجدت رطوبة خارجة من فرجك لا تدري ماهيتها، وشككت في كونها منيا أو مذيا؛ فإنك تتخير، فتجعل لها حكم واحد من الأشياء التي شككت فيها على ما نفتي به، وانظر الفتوى رقم: 64005، وإذا تحققت وتيقنت اليقين الجازم بخروج قطرات البول، فإن الواجب عليك أن تستنجي وتغسل الموضع المتنجس من ثيابك فقط، ولا يحكم بانتقال النجاسة من الثياب الداخلية إلى الخارجية بمجرد الشك، فالأصل عدم انتقالها، وبالجملة فكلما شككت في خروج النجاسة أو انتقالها أو غير ذلك، فدع الشكوك، ولا تبال بها، ولا تعرها اهتماما؛ فإن استرسالك مع الوساوس يفضي بك إلى شر عظيم.
والله أعلم.