السؤال
أود الذهاب إلى أداء العمرة وزيارة المسجد النبوي الشريف بالمدينة خلال الأسبوع المقبل، غير أن صديقا لي أحبه في الله قد طلب مني طلبا غريبا، وأنا أخاف إن أجبته أن أكون ممن أحدث بدعا في الدين وأين في مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم حيث طلب مني دفن الحبل المشيمي لمولوده البكر في المدينة تبركا وتفاؤلا، فهل لهذا العمل أصل في السنة الشريفة؟ أرجو تزويدي بإجابة شافية وافية كافية عاجلة لأعطيها لأخي وصديقي، حتى يقتنع برأيي و لكي لا حمل وزر عادات وبدع مضلة إن كانت كذلك .... أفيدونا بسرعة وفقكم الله؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد ثبتت في فضل المدينة أحاديث صحيحة منها أن الرسول صلى الله عليه وسلم دعا لأهلها بالبركة في مدهم وصاعهم، قال النووي رحمه الله: الظاهر أن البركة في نفس المكيل في المدينة، بحيث يكفي المد فيها لمن لا يكفيه في غيرها.
ومنها ما روى الطبراني بإسناد حسن عن امرأة يتيمة كانت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم من ثقيف، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من استطاع منكم أن يموت بالمدينة فليمت، فإنه من مات بها كنت له شهيدا أو شفيعا يوم القيامة.
وفي استحباب السكن فيها قال النبي صلى الله عليه وسلم في ما رواه عنه مسلم: المدينة خير لهم لو كانوا يعلمون. ، والأصل أن يعبد الله بما شرع لعباده، ودفن الحبل السري "حبل المشيمة" في المدينة لم يرد في مشروعيته نص لا من كتاب ولا سنة ولا إجماع، فالظاهر أنه بدعة غير مشروعة.
والله أعلم.