تفسير: وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا

0 143

السؤال

قال الله تعالى في القرآن الكريم أكثر من مرة: ومن أظلم ممن، مثل: ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا، ومثل: ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه ثم أعرض عنها، وهكذا.
ألا يجب أن يكون شخص واحد هو أكثر ظلما؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

 فقد أجاب عن مثل هذا الإشكال السيوطي، في معترك الأقران في إعجاز القرآن فقال:  ومما استشكل قوله تعالى: (ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا) . (ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه) . (ومن أظلم ممن منع مساجد الله) . إلى غير ذلك من الآيات.

ووجهه أن المراد هنا بالاستفهام النفي، والمعنى لا أحد أظلم، فيكون خبرا. وإذا كان خبرا، وأخذت الآيات على ظاهرها أدى إلى التناقض.

وأجيب بأوجه: منها تخصيص كل موضع بمعنى صلته، أي لا أحد من المانعين أظلم ممن منع مساجد الله. ولا أحد من المفترين أظلم ممن افترى على الله. وكذا باقيها، وإذا تخصص بالصلات زال التناقض.

ومنها: أن التخصيص بالنسبة إلى السبق، لما لم يسبق أحد إلى مثله، حكم عليهم بأنهم أظلم ممن جاء بعدهم سالكا طريقهم، وهذا يؤول معناه إلى ما قبله؛ لأن المراد السبق إلى المانعية والافترائية. اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات