حكم من قال: "إن الجميع يدخل الجنة في النهاية حتى الكفار"

0 131

السؤال

ما حكم شخص يعلم أركان الإيمان والإسلام، وكبائر الذنوب، ويعلم عددا من نواقض الإسلام المنتشرة، والتي يحتاج معرفتها لكيلا يقع فيها، وكل ما تعلم شيئا جديدا من نواقض الإسلام التي لم تكن تخطر بباله، ولا يعرفها ولا ينكرها ولا يفعلها، ولا يعتقد عنها شيئا، أو كلما عرف أمرا محرما لم يكن يعرفه بدأ ينطق الشهادتين، حيث تأتيه شتى أنواع الوساوس؟
وإذا كان يعتقد -بسبب جهله- أن أحد نواقص الإيمان ليست ناقضا للإيمان -مثل تحليل الحرام، ولكنه لم يكن يفعله، وإنما كان يعتقد أنه ليس ناقضا بسبب جهله-، فهل يكون كافرا؟ وهل يعذر في زماننا هذا بالجهل في نواقض الإيمان؟ حيث تجد أن غالبية الناس لا يعرفون أكثر الأمور عن الإسلام، وقد فاجأني شخص حين قال لي: إن الجميع يدخل الجنة في النهاية حتى الكفار، فهل أمثاله معذورون بالجهل؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

 فأعرض عن الوساوس، وتجاهلها، خاصة في هذا الباب؛ فإن الاسترسال مع الوساوس يفضي إلى شر عظيم، واعلم أن الله تعالى رحيم، فلا يعذب أحدا إلا بعد قيام الحجة عليه، كما قال تعالى: وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا {الإسراء:15}.

فمن تعلم ما كان يجهله من أمور الدين، سواء من نواقض الإسلام، أم غيرها، لم يلزمه تجديد إسلامه؛ لأنه لم يزل مسلما -بحمد الله-، ولا يضره جهله السابق بكون هذا الأمر ناقضا، فإنه غير مؤاخذ حتى يعلم، وتقوم عليه الحجة، كما قال تعالى: وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به ولكن ما تعمدت قلوبكم {الأحزاب:5}.

 وأما ما قاله هذا الشخص من أن الناس جميعا يدخلون الجنة حتى الكفار، فهذا كفر صريح، مناقض لصريح نصوص القرآن والسنة، فيجب أن يبين لهذا الشخص خطأ ما قال، وتتلى عليه النصوص في هذا الباب، وهي كثيرة كقوله تعالى: ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين {آل عمران:85}، وقوله تعالى: ومن يكفر به من الأحزاب فالنار موعده {هود:17}، إلى غير ذلك من النصوص.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة