السؤال
عندنا في روسيا يدخلون في صيام رمضان، ويخرجون منه بالتقويم، أي لا يشاهدون الهلال أصلا، لذا هم يفتون ويقررون كل سنة أن مدة رمضان ٢٩ يوما، وأنه ليس هناك قضاء يوم لإتمام عدد رمضان ثلاثين يوما، لكن هذا يخالف قول الرسول صلى الله عليه وسلم: الشهر هكذا وهكذا. ومن الإمكان أن يأتي أي رمضان ثلاثين يوما.
نحن ندخل معهم، أي مع البلد لهذا الحديث، قال النبي صلى الله عليه وسلم: الصوم يوم يصوم الناس، والفطر يوم يفطر الناس.
س: هل نقضي يوما بعد رمضان لإتمام عدد ثلاثين يوما؟ وهل لهم أن يفتوا بدون مشاهدة الهلال، أن مدة رمضان كل سنة ٢٩ يوما وليس هناك قضاء يوم؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فقد سبق لنا أن بينا في عدة فتاوى، عدم مشروعية الاعتماد على الحساب الفلكي في تحديد بداية الشهور القمرية وانتهائها، وأن القول بالحساب الفلكي يعتبر قولا مخالفا لما دلت عليه الأحاديث الصحيحة، ولما عند جمهور أهل العلم، وأن مجمع الفقه الإسلامي قرر عدم الاعتماد على الحساب الفلكي، فانظر لذلك كله الفتوى رقم: 6636
وبخصوص الحديث المشتمل على الفطر مع الناس, والصوم معهم, فقد ورد بلفظ: الفطر يوم يفطر الناس، والأضحى يوم يضحي الناس. رواه الترمذي وصححه الشيخ الألباني. وفي رواية أخرى للترمذي وصححها الألباني: الصوم يوم تصومون، والفطر يوم تفطرون، والأضحى يوم تضحون. هذا حديث حسن غريب.
وفسر بعض أهل العلم هذا الحديث، فقال: إنما معنى هذا، أن الصوم والفطر مع الجماعة وعظم الناس. انتهى.
جاء في تحفة الأحوذي للمباركفوري: وقيل في معنى الحديث إنه إخبار بأن الناس يتحزبون أحزابا، ويخالفون الهدي النبوي، فطائفة تعمل بالحساب وعليه أمة من الناس، وطائفة يقدمون الصوم والوقوف بعرفة، وجعلوا ذلك شعارا وهم الباطنية، وبقي على الهدي النبوي الفرقة التي لا تزال ظاهرة على الحق، فهي المرادة بلفظ الناس في الحديث، وهي السواد الأعظم ولو كانت قليلة العدد؛ كذا في النيل. انتهى.
وبناء على ما سبق, فما يفتى به بلدكم من الاعتماد على الفلك, وكون رمضان يكون تسعا وعشرين كل سنة أمر باطل, ولا يجوز لكم الامتثال له، بل عليكم الاعتماد على الصوم, والفطر برؤية الهلال بأنفسكم إن أمكن ذلك, وإلا فعليكم الاعتماد في الرؤية على أقرب بلد لا يعتمد الحساب الفلكي, فإذا تبين لكم اعتمادا على رؤية معتبرة، أن رمضان ثلاثين يوما, فعليكم قضاء يوم, كما سبق في الفتوى رقم: 127662.
والله أعلم.