السؤال
سؤالي هو: في الحديث: روى مسلم (2726) عن ابن عباس عن جويرية رضي الله عنها : أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج من عندها بكرة حين صلى الصبح، وهي في مسجدها، ثم رجع بعد أن أضحى، وهي جالسة، فقال: (ما زلت على الحال التي فارقتك عليها؟) قالت: نعم ، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ( لقد قلت بعدك أربع كلمات، ثلاث مرات، لو وزنت بما قلت منذ اليوم لوزنتهن: سبحان الله وبحمده، عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته ) . كم تقدر المدة بالساعات لهذه الجزء من الحديث (خرج من عندها بكرة حين صلى الصبح ، وهي في مسجدها، ثم رجع بعد أن أضحى ) ؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يمكننا تحديد الفترة التي بين خروج النبي - صلى الله عليه وسلم- من عند جورية -رضي الله عنها- ورجوعه إليها، لأن خروجه من عندها كان بكرة لأداء صلاة الفجر في المسجد، ورجوعه إليها كان بعد شروق الشمس، وبعد ما صلى الضحى في المسجد كما جاء في بعض شروح الحديث؛ قال الملا قاري في مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح (خرج من عندها بكرة) أي: أول نهاره (حين صلى الصبح) ، أي: أراد صلاة الصبح (وهي في مسجدها) : بفتح الجيم ويكسر أي: موضع سجودها للصلاة ( ثم رجع ) أي: إليها ( بعد أن أضحى ) أي: دخل في الضحوة، وهي ارتفاع النهار قدر رمح وقيل: أي صلى صلاة الضحى.." اهـ
وما بين طلوع الفجر وشروق الشمس يختلف ذلك باختلاف الأزمنة والأمكنة وفصول السنة، وعلى أي حال فيمكن تقدير ذلك بالساعة الحالية بما يقارب الساعتين، والله أعلم.
هذا، وننبه السائل الكريم إلى أن المقصود هو فضل الذكر عموما، والتسبيح خصوصا، وشرفه صباحا.. وفضل هذه الكلمات الجوامع على وجه الخصوص؛ فقد جاء الحديث في صحيح مسلم -كما أشرت- تحت عنوان " باب التسبيح أول النهار وعند النوم" اهـ
والله أعلم.