ما حكم من قال: "يا الله إن كنت تعتبرني مسلما ومتزوجا، فامنعني من الدخول في هذا المكان" ثم ذهب إلى هذا المكان. لكن ما كان يريد الكفر، أو الطلاق، كان يريد آية من عند الله، فجاء الوسواس: "أنت تريد الكفر والطلاق بالذهاب إلى هذا المكان"
فما هو الحكم؟
ولو حرص على الذهاب إلى هذا المكان، ودخل فيه، هل يعتبر هذا إجابة للدعاء؟ وهل يجوز ذلك الدعاء؟

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فلا يجوز ولا يصح أن يشك المسلم في إسلامه، ولذلك حرم أن يستثني المسلم في إيمانه على سبيل الشك في أصل إسلامه، وراجع في تفصيل ذلك الفتويين: 186773، 231691.
ولا يخفى أن قول السائل: (يا الله إن كنت تعتبرني مسلما ..) يحمل معنى التردد والريبة في إسلامه، ونظن أن ذلك بسبب داء الوسوسة، ولذلك نوصيه بالإعراض التام عنها، وعن فروعها، كالشك في صحة عقد زواجه!
هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإن مخاطبة الله تعالى الخلاق العليم، اللطيف الخبير، بمثل هذه العبارة، لا تليق قطعا. وقد منع أهل العلم ما هو أهون منها، فكيف بها ؟!

قال ابن القيم في (جلاء الأفهام): لا يسوغ ولا يحسن في الدعاء أن يقول العبد: اللهم أمني بكذا. بل هذا مستكره في اللفظ والمعنى؛ فإنه لا يقال: اقصدني بكذا، إلا لمن كان يعرض له الغلط والنسيان، فيقول له: اقصدني. وأما من لا يفعل إلا بإرادته، ولا يضل ولا ينسى، فلا يقال: اقصد كذا. اهـ.
هذا مع ما في هذا الدعاء من معنى امتحان الله تعالى، وهذا لا يصح.

قال الماوردي في (أدب الدنيا والدين): ومن غير هذا الفن وإن كان مسكتا ما حكي عن إبليس -لعنه الله- أنه حين ظهر لعيسى ابن مريم -عليه السلام- فقال: ألست تقول: إنه لن يصيبك إلا ما كتبه الله عليك؟ قال: نعم. قال: فارم نفسك من ذروة هذا الجبل، فإنه إن يقدر لك السلامة تسلم. فقال له: يا ملعون! إن لله أن يختبر عباده، وليس للعبد أن يختبر ربه. اهـ. 
وأما دخولك هذا المكان بعد دعائك المذكور، فلا يترتب عليه كفر ولا طلاق، فإنك لا تدري أستجاب الله دعاءك أم لا. وعليك أن تعرض عن الوساوس بالكلية، ولا تلتفت إليها، واستعن بالله، ولا تعجز.

وللفائدة، ننصحك بالتواصل مع قسم الاستشارات بموقعنا.  

والله أعلم.