السؤال
لو لبست كل المسلمات مثل الصحابيات الحجاب الصحيح: بشروطه التي حددها العلماء ـ وليس: حجاب الموضة المنتشر هذه الأيام ـ فهل هذا دليل على الحكم لهن بالجنة؟ وكيف يكون التفاضل الإيماني بينهن؟.
لو لبست كل المسلمات مثل الصحابيات الحجاب الصحيح: بشروطه التي حددها العلماء ـ وليس: حجاب الموضة المنتشر هذه الأيام ـ فهل هذا دليل على الحكم لهن بالجنة؟ وكيف يكون التفاضل الإيماني بينهن؟.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فكل من آمن الإيمان الصحيح، وعمل صالحا من ذكر أو أنثى، فإنه يرجى له دخول الجنة، والنجاة من النار، ولكن من معتقد أهل السنة والجماعة أنهم لا يشهدون لأحد بعينه أنه من أهل الجنة أو من أهل النار إلا من شهد له الله ورسوله بذلك، كما قال الطحاوي ـ رحمه الله ـ في عقيدته: ونرجو للمحسنين من المؤمنين أن يعفو عنهم ويدخلهم الجنة برحمته ولا نأمن عليهم، ولا نشهد لهم بالجنة، ونستغفر لمسيئهم، ونخاف عليهم، ولا نقنطهم. اهـ
وبهذا يتبين أن هذه الفرضية المذكورة في السؤال لو فرض وقوعها فإننا لا نستطيع أن نحكم بها على دخول كل من اتصف بها الجنة، لما قد يكون عند البعض من السيئات التي ترجح على حسنة الحجاب، ولكن من لم تدخل منهن الجنة ابتداء فستدخلها مآلا إذا ماتت على التوحيد.
وأما التفاضل بينهن لو قدر دخولهن كلهن الجنة: فيكون بالأعمال الصالحة الكثيرة، كالصلاة فرضا ونفلا، وكذا الزكاة والصوم والحج والأذكار والأدعية وبر الوالدين وغير ذلك من أبواب الخير وأعمال البر، فإن الناس يتفاوتون في ذلك تفاوتا عظيما، وللفائدة يرجى مراجعة الفتاوى التالية أرقامها: 144987، 147457، 306865.
والله أعلم.