السؤال
كيف أصبر على الذكر؟ وكيف أتعلم الصبر؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالصبر على ذكر الله عز وجل داخل في عموم الصبر على طاعة الله سبحانه، فالذكر من أجل الطاعات، وأنفع العبادات وأشدها على الشيطان؛ لذلك لا يستغرب أن يجتهد الشيطان في الحيلولة بين العبد بين ذكره لربه سبحانه وتعالى، فتظهر حاجة العبد هنا إلى المجاهدة، والصبر، والمصابرة؛ حتى يغلب الشيطان ويهزمه، فإذا أعانه الله على ذلك، ووفقه له، فإنه سيسهل على الذكر، ويستحليه؛ حتى لا يستطيع الصبر عنه، وكيفية الصبر عليه وعلى الطاعات عموما تكون بالاستعانة بالله تعالى، فإن الصبر عطاء يمن به الله على عباده، فقد جاء في الحديث الصحيح: ومن يتصبر يصبره الله، وما أعطي أحد عطاء هو خير وأوسع من الصبر. رواه مالك، والشيخان.
وفي قوله صلى الله عليه وسلم: ومن يتصبر يصبره الله ـ سبب آخر لتحصيل الصبر، وهو مجاهدة النفس في تحمل مشاق الصبر، قال في عون المعبود: ومن يتصبر: أي: يطلب توفيق الصبر من الله؛ لأنه قال تعالى: واصبر وما صبرك إلا بالله ـ أي: يأمر نفسه بالصبر، ويتكلف في التحمل عن مشاقه... يصبره الله: بالتشديد، أي: يسهل عليه الصبر... انتهى.
فالصبر وإن كان شاقا كريها على النفوس، فإن الله يسهله على قلب عبده المؤمن، ويعينه على تحمل مشاقه، وراجع الفتوى رقم: 262789.
هذا، وإن مما يسهل لك الصبر على ذكر الله تعالى إخلاص العمل لله، واستحضار ما أعده الله تعالى من الثواب الدنيوي والأخروي للذكرين الله كثيرا والذاكرات، وقد ذكر ابن القيم ـ رحمه الله ـ أن للذكر أكثر من مائة فائدة، وساق أكثر من سبعين منها في كتابه الوابل الصيب، وقد ذكرنا بعضها في الفتوى رقم: 95545، فراجعها.
وكذلك راجع الفتوى رقم: 177753 في فضل كثرة الذكر.
والله أعلم.