السؤال
كنت أعاني من وسواس في الإيمان، وأقول في نفسي: الدين الإسلامي دين الحق، والله رؤوف بعباده، وتارة أقول ـ والعياذ بالله ـ: الله ليس رؤوفا بعباده؛ لأنه كم من مسلم مريض أو معاق، وهناك حروب، وأفكر في أن أنتحر.
كنت أعاني من وسواس في الإيمان، وأقول في نفسي: الدين الإسلامي دين الحق، والله رؤوف بعباده، وتارة أقول ـ والعياذ بالله ـ: الله ليس رؤوفا بعباده؛ لأنه كم من مسلم مريض أو معاق، وهناك حروب، وأفكر في أن أنتحر.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فاعلمي ـ أولا ـ أن الله رؤوف بعباده، رحيم بهم، وأن ما يصيب المسلمين من قتل، أو تشريد، أو غير ذلك من المتاعب والآلام، فإن لله تعالى في تقدير ذلك حكمة بالغة، وذلك أنه تعالى يبلو المؤمنين بالخير والشر لينظر أيهم أحسن عملا، ولتظهر منهم أنواع العبودية التي يحبها تعالى، كالصبر على البلاء، والاجتهاد في الدعاء، والرضا بالقضاء، ولترتفع درجاتهم ومنازلهم بما يتحملونه من البلاء في سبيله سبحانه، ولغير ذلك من الحكم الجليلة التي يقدر الله ما يقدره من البلاء والمصائب لأجلها، فإيمانك بحكمة الله البالغة يدفع عنك هذه الوساوس، ويزيل عنك تلك الخواطر ـ بإذن الله ـ.
وإياك والتفكير في الانتحار، فإن قتل النفس من أعظم الموبقات ـ عياذا بالله ـ.
وأما هذه الوساوس: فلا تضرك، ولا تؤثر في صحة إيمانك، ما دمت كارهة لها، نافرة منها، فعليك أن تستمري في مجاهدتها، وأن تدفعيها باستشعار ما أشرنا إليه من حكمة الله تعالى في جميع أقضيته، وأنت مأجورة ـ إن شاء الله ـ على ما تقومين به من مدافعة هذه الوساوس، والسعي في التخلص منها، وانظري الفتوى رقم: 147101.
والله أعلم.