تلاوة القرآن في كل وقت من أفضل الطاعات

0 544

السؤال

يذكر الله في كتابه الكريم فضل قراءة القرآن: (إن قرآن الفجر كان مشهودا)، فما هو فضل قراءة القرآن في الفجر؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فقد أجمع المفسرون على أن الآية التي أشرت إليها، وهي قوله تعالى: أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا [الإسراء:78]، قد وردت في الصلوات المفروضة؛ فلذلك قال المفسرون: معنى: قرآن الفجر هنا أي: صلاة الفجر. وهذا من باب ذكر الجزء -وهو القرآن الذي يتلى في الصلاة-، ويراد به الكل -وهو الصلاة-، أخرج ابن جرير عن ابن عباس -رضي الله عنهما- في قوله: وقرآن الفجر، أنه قال: صلاة الصبح.

ومعنى: مشهودا، أي: تشهده الملائكة، وتحضره، فتجتمع في ذلك الوقت ملائكة الليل والنهار، وقد أخرج أحمد، والترمذي، وصححه، والنسائي، وابن ماجه، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، والحاكم، وصححه، وغيرهم، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا، قال: تشهده ملائكة الليل وملائكة النهار، تجتمع فيها. وحضور الملائكة أقرب إلى القبول، ونزول الرحمة.

وأخرج البخاري، ومسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار، ويجتمعون في صلاة الصبح وصلاة العصر، ثم يعرج الذين باتوا فيكم، فيسألهم الله - وهو أعلم بهم - كيف تركتم عبادي؟! فيقولون: تركناهم وهم يصلون، وأتيناهم وهم يصلون.

وعلى كل؛ فتلاوة كتاب الله تعالى من أفضل الطاعات، وأجل القربات في كل وقت، كما سبق في الفتوى رقم: 24437.

وقد نص العلماء على أن من أفضل أوقات التلاوة أوقات فراغ البال، والثلث الأخير من الليل، ونحو ذلك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة