معنى قوله (ولا جناح عليكم فيما عرضتم بهمن خطبة النساء.. )

0 409

السؤال

السلام عليكم ورحمته الله وبركاته أبعد الاستمناء غسل ام ماذا ؟ قال تعالى :( علم الله أنكم ستذكرونهن ولكن لا تواعدوهن سرا إلا أن تقولوا قولا معروفا ) ما معنى هذه الآية ؟ أيجوز التعرف على البنات استنادا من هذه الآية ما فضل سورة البقرة ؟ كيف حب النبي صلى الله عليه وسلم أرجو إفادتي وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فعليك السلام ورحمة الله تعالى وبركاته.
اعلم أنه إذا حصل إنزال جراء الاستمناء فيجب الغسل، لأن خروج المني من موجبات الغسل كما لا يخفى. إما إذا لم يحصل فلا يجب الغسل. وراجع الرقمين التاليين لمعرفة الحكم الشرعي في الاستمناء (العادة السرية):
1087 7170
فهذا جزء من الآية (235) من سورة البقرة وأولها (ولا جناح عليكم فيما عرضتم به من خطبة النساء أو أكننتم في أنفسكم علم الله أنكم ستذكرونهن ولكن لا تواعدوهن سرا إلا أن تقولوا قولا معروفا، ولا تعزموا عقدة النكاح حتى يبلغ الكتاب أجله واعلموا أن الله يعلم ما في أنفسكم فاحذروه واعلموا أن الله غفور حليم).
وقد أباح الله تعالى في هذه الآية للمؤمنين أن يعرضوا تعريضا بخطبة المعتدات من وفاة، أو أن يكنوا ذلك في أنفسهم ويعزموا على تزوجهن بعد انقضاء عدتهن، وأخبر أنه سبحانه وتعالى يعلم أنهم سيذكرونهن إما سرا في أنفسهم، أو علنا بألسنتهم، فرخص في التعريض دون التصريح وقال: (ولكن لا تواعدهن سرا) فنهى عن أخذ ميثاقهن وعهدهن أن لا ينكحن غيرهم.
أما وقوله: (إلا أن تقولوا قولا معروفا) فالاستثناء فيه منقطع، أي لكن يجوز لكم أن تقولوا لهن قولا معروفا، والقول المعروف هو التعريض الذي أبيح في أول الآية.
وباقي الآية معناه واضح وهو توضيح وتأكيد لما سبق.
ويؤخذ من الآية أحكام كثيرة ليس هذا محل بسطها فراجع لذلك كتب التفسير كالقرطبي وغيره.
وليس في الآية مستند لجواز التعرف على النساء إلا لمن أراد أن يتزوج إحداهن وكان ذلك في حدود ما شرع الله تعالى من النظر إلى المرأة التي يريد الخاطب الزواج منها ويكون ذلك بحضرة أحد محارمها. ثم يكف بعد ذلك حتى يتم العقد عليها.
فقد ورد في فضل سورة البقرة أحاديث كثيرة أذكر لك بعضها. وإن أردت المزيد فارجع إلى كتب السنة مثل الترغيب والترهيب للمنذري وشرح السنة للبغوي وغيرهما
ومن تلك الأحاديث ما في صحيح مسلم وغيره عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه اقرؤوا الزهراوين: البقرة وآل عمران فإنهما يأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو غيايتان أو كأنهما فرقان من طير صواف تحاجان عن أصحابهما. اقرؤوا البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة السحرة".
وفي صحيح ابن حبان عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: قال رسول الله عليه وسلم: "إن لكل شيء سناما، وإن سنام القرآن سورة البقرة، من قرأها في بيته ليلا لم يدخل الشيطان بيته ثلاث ليال، ومن قرأها نهارا لم يدخل الشيطان بيته ثلاثة أيام".
وفي المستدرك مثله عن أبى هريرة رضي الله عنه، إلى غير ذلك من الأحاديث الكثيرة. فحب النبي صلى الله عليه وسلم من مرتكزات الإيمان وأساسياته لقوله صلى الله عليه وسلم: "لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين". والحديث في الصحيحين وغيرهما عن أنس بن مالك رضي الله عنه. وأبرز ما يتجسد فيه حب النبي صلى الله عليه وسلم طاعته واتباعه والاقتداء به في كل شيء، وتحكيم الشرع الذي جاء به في الصغير والكبير مع الانقياد التام ظاهرا وباطنا قال تعالى: (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما).
فإن أردت كيفية الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، فالجواب أن لها صيغا كثيرة، أصحها الصلاة الإبراهيمية التي علمها النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه لما قالوا له كيف الصلاة عليكم أهل البيت، فإن الله قد علمنا كيف نسلم عليكم، قال: قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد".
وإن أردت كيفية صلاته التي يصليها فالجواب عن ذلك يطول ويحتاج إلى تأليف مستقل ونرشدك أن تطلع على بعض الرسائل التي تبين كيفية صلاة النبي صلى الله عليه وسلم مثل رسالة الشيخ الألباني رحمه الله تعالى.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات