السؤال
سؤالي هو: متى تتنزل الملائكة على العباد؟ وما يجني العبد من ذلك؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالملائكة ينزلون عند تلاوة القرآن، ومجالس الذكر، وفي صلاة الفجر، وصلاة العصر.. فقد روى الترمذي وغيره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن لله ملائكة سياحين في الأرض، فضلا عن كتاب الناس، فإذا وجدوا أقواما يذكرون الله تنادوا: هلموا إلى بغيتكم، فيجيئون فيحفون بهم إلى سماء الدنيا، فيقول الله: أي شيء تركتم عبادي يصنعون، فيقولون: تركناهم يحمدونك، ويمجدونك، ويذكرونك، قال: فيقول: فهل رأوني، فيقولون: لا، قال: فيقول: فكيف لو رأوني؟ قال: فيقولون: لو رأوك لكانوا أشد تحميدا، وأشد تمجيدا، وأشد لك ذكرا، قال: فيقول: وأي شيء يطلبون؟ قال: فيقولون: يطلبون الجنة، قال: فيقول: وهل رأوها؟ قال: فيقولون: لا، فيقول: فكيف لو رأوها؟ قال: فيقولون: لو رأوها؟ لكانوا أشد لها طلبا، وأشد عليها حرصا، قال: فيقول: فمن أي شيء يتعوذون؟ قالوا: يتعوذون من النار، قال: فيقول: وهل رأوها؟ فيقولون: لا، فيقول: فكيف لو رأوها؟ فيقولون: لو رأوها لكانوا منها أشد هربا، وأشد منها خوفا، وأشد منها تعوذا، قال: فيقول: فإني أشهدكم أني قد غفرت لهم، فيقولون: إن فيهم فلانا الخطاء لم يردهم، إنما جاءهم لحاجة، فيقول: هم القوم لا يشقى لهم جليس. صححه الألباني.
وفي صحيح مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله، ويتدارسونه في ما بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله في من عنده.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم- عن الحفظة الكرام: يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل والنهار، يجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر، ثم يعرج الذين باتوا فيكم، فيسألهم وهو أعلم: كيف تركتم عبادي؟ فيقولون: تركناهم وهم يصلون، وأتيناهم وهم يصلون. رواه البخاري ومسلم.
وما يجنيه العبد من نزول الملائكة هو الرحمة والمغفرة، والسكينة، وطمأنينة النفس وانشراحها، وسعة الرزق، والبركة فيه.. وبعد الشياطين منه؛ قال صلى الله عليه وسلم قال: لا تجعلوا بيوتكم مقابر، فإن الشيطان يفر من البيت الذي يقرأ فيه سورة البقرة. رواه مسلم.
وفي مصنف ابن أبي شيبة عن ابن سيرين قال: البيت الذي يقرأ فيه القرآن، تحضره الملائكة، وتخرج منه الشياطين، ويتسع بأهله، ويكثر خيره، والبيت الذي لا يقرأ فيه القرآن، تحضره الشياطين، وتخرج منه الملائكة، ويضيق بأهله، ويقل خيره.
وعن ابن سابط قال: إن البيوت التي يقرأ فيها القرآن لتضيء لأهل السماء، كما تضيء السماء لأهل الأرض، قال: وإن البيت الذي لا يقرأ فيه القرآن، ليضيق على أهله، وتحضره الشياطين، وتنفر منه الملائكة.
وكان أبو هريرة يقول: البيت إذا تلي فيه كتاب الله اتسع بأهله، وكثر خيره، وحضرته الملائكة، وخرجت منه الشياطين، والبيت الذي لم يتل فيه كتاب الله ضاق بأهله، وقل خيره، وتنكبت عنه الملائكة، وحضره الشياطين.
والله أعلم.