السؤال
قرأت في أحد المواقع: أنه لا يصح إيمان العبد إذا لم يكن يخاف سكرات الموت، فهل هذا صحيح؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه، ومن والاه، أما بعد:
فالخوف من الموت وشدته، أمر مركوز في فطرة الإنسان، ولا نعلم دليلا من الكتاب أو السنة يدل على أن الخوف من سكرة الموت واجب، أو ركن من أركان الإيمان، أو شرط في صحته، وإنما الخوف الواجب هو الخوف من الله عز وجل؛ لقوله سبحانه: ... وخافون إن كنتم مؤمنين {آل عمران: 175}.
قال السعدي في تفسيرها: وفي هذه الآية وجوب الخوف من الله وحده، وأنه من لوازم الإيمان، فعلى قدر إيمان العبد يكون خوفه من الله.. اهــ.
جاء في الشرح الصغير للدردير المالكي: ويجب الخوف من الله تعالى، الخوف: تألم القلب بسبب توقع مكروه في المستقبل، فيجب التألم لئلا يقع عقاب في الآخرة، أو الدنيا، وأعظمه لجلال الله... اهــ.
وأما الموت وسكرته، فإن الواجب فيه هو الإيمان بأن للموت سكرة، تصديقا لكتاب الله تعالى، فقد دل القرآن على أن للموت سكرة، أي: شدة، قال الله تعالى: وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد {سورة ق: 19}.
قال في زاد المسير: قوله تعالى: وجاءت سكرة الموت، وهي غمرته، وشدته، التي تغشى الإنسان، وتغلب على عقله. اهـ.
فمن كذب بأن للموت سكرة، فقد كذب بشيء من القرآن، ومن كذب بشيء من القرآن كفر، جاء في الموسوعة الفقهية: ويكفر من جحد القرآن كله أو بعضه، ولو كلمة، وقال البعض: بل يحصل الكفر بجحد حرف واحد. اهــ.
وفيها أيضا: فمن جحد حرفا من القرآن آية، أو كذب به، أو بشيء منه، أو كذب بشيء مما صرح به فيه من حكم، أو خبر، أو أثبت ما نفاه، أو نفى ما أثبته على علم منه بذلك، أو شك في شيء من ذلك، فهو كافر. اهــ.
والله تعالى أعلم.