السؤال
ما هي كيفية تطبيق هذه الآية في الحياة: لكي لا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم ـ وخصوصا في الفرح بما يأتي؟ وهل تعني أن لا أفرح مطلقا بأي إنجاز أحققه؟ وإذا كانت تشير إلى عدم المبالغة في الفرح وأخذ الشيء اليسير منه، فكيف للإنسان أن يعيش هذه الوسطية؟.
وشكرا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فتفصيل القول في الفرح وما يحمد منه وما يذم تجده في الفتوى رقم: 120710، وبمراجعتها يتبين لك أن فرحك بما تنجزه من إنجازات ليس مذموما إلا أن يقودك إلى البطر والخيلاء، ويحملك على العجب والكبر، وينسيك حظك من الآخرة.
فإذا كان فرحك متضمنا نسبة النعمة إلى المنعم تبارك وتعالى وشكره عليها وصرفها في مرضاته، فهذا فرح لا بأس به، وسبيل تحقيق ذلك أن تعلم أن الكل مقدر من عند الله تعالى، وأن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك، وأن النعمة إنما هي محض فضل من الله تعالى، فلا تسترسل مع الاشتغال بها استرسالا ينسيك المنعم جل وعلا، قال الألوسي في تفسير هذه الآية: لكيلا تأسوا ـ أي أخرناكم بذلك، لئلا تحزنوا على ما فاتكم من نعم الدنيا: ولا تفرحوا بما آتاكم ـ أي أعطاكموه الله تعالى منها، فإن من علم أن الكل مقدر يفوت ما قدر فواته ويأتي ما قدر إتيانه لا محالة، لا يعظم جزعه على ما فات ولا فرحه بما هو آت... والمراد نفي الحزن المخرج إلى ما يذهل صاحبه عن الصبر والتسليم لأمر الله تعالى ورجاء ثواب الصابرين، ونفي الفرح المطغي الملهي عن الشكر، وأما الحزن الذي لا يكاد الإنسان يخلو منه مع الاستسلام والسرور بنعمة الله تعالى والاعتداد بها مع الشكر: فلا بأس بهما. انتهى.
والله أعلم.