تخصيص الإبل بالذكر لمزايا عظيمة

0 309

السؤال

لماذا خص الله سبحانه وتعالى الإبل بالذات في قوله: (أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت)؟
جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فقد ذكر الله تعالى هذه الآية: أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت [الغاشية:17] في سياق التنبيه منه -جل ثناؤه- على عظيم مخلوقاته، لإثبات قدرته، ووجوب توحيده وعبادته وطاعته.

وقد ذكر المفسرون شيئا من الحكمة في التنصيص عليها دون سائر الحيوانات. فقد قال القرطبي في تفسيره عن الحيوان: لأن ضروبه أربعة: حلوبة وركوبة وأكولة وحمولة. والإبل تجمع هذه الخلال الأربع. فكانت النعمة بها أعم، وظهور القدرة فيها أتم. اهـ.

ونقل القرطبي عن الحسن البصري -رحمه الله-، أنه سئل عنها وقالوا: الفيل أعظم في الأعجوبة. فقال: العرب بعيدة العهد بالفيل. ثم هو خنزير لا يؤكل لحمه، ولا يركب ظهره، ولا يحلب دره. اهـ.

ونفيه لركوبه إما لما كان معروفا في ذلك الزمن، أو لكونه لا يركب عليه عادة، وإن كان قد وجد في الناس من يركب عليه.

وقد ذكر -أيضا- من صفاتها أنها مع عظمها تلين للحمل الثقيل، وتنقاد للقائد الضعيف، حيث يأخذ الصغير بزمامها فيذهب بها حيث شاء. وأنها تتحمل العطش لمدة طويلة، وأن مرعاها ميسر، وأنها أصبر على الكدح وسوء الأحوال إلى غير ذلك من الصفات، وقد صدق من سماها بسفينة الصحراء.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات