السؤال
وقع خلع بيني وبين زوجي منذ شهر، ولم نوثق هذا الطلاق في السجلات الحكومية، وزوجي الآن يريد أن يردني إلى عصمته، وسوف يردني بعقد جديد، فكيف وهو لم يوثق الخلع؟ وما الحل؟ وهل يوثق الخلع؟ وهل العدة تحسب من بعد توثيق الخلع أم من بعد التلفظ به؟ وإن كان من بعد التلفظ به، فهل يحل لي الرجوع للبيت الآن؟ وبعد مرور شهر على توثيق الطلاق، فهل يوثق عقدا جديدا للزواج؟ وهل لنا الحق في الرجوع إلى بعضنا؟.
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمن حيث الحكم الشرعي، فإن تجديد العقد لا يشترط له توثيق الخلع أو العقد الجديد، لكن يصح العقد بالإيجاب والقبول بين ولي الزوجة ـ أو وكيله ـ أو بين الزوج أو وكيله في حضور شاهدين، وتبدأ عدة المختلعة من وقت تلفظ الزوج بالخلع، وتنقضي بثلاث حيضات إن كانت ممن تحيض كعدة المطلقة عند الجمهور، وذهب بعض العلماء إلى أن عدة المختلعة تنقضي بحيضة واحدة، قال ابن قدامة رحمه الله: وأكثر أهل العلم يقولون: عدة المختلعة عدة المطلقة، منهم سعيد بن المسيب، وسالم بن عبد الله، وعروة، وسليمان بن يسار، وعمر بن عبد العزيز، والحسن، والشعبي، والنخعي، والزهري، وقتادة وخلاس بن عمرو، وأبو عياض ومالك، والليث، والأوزاعي، والشافعي، وروي عن عثمان بن عفان، وابن عمر، وابن عباس، وأبان بن عثمان، وإسحاق، وابن المنذر، أن عدة المختلعة حيضة، ورواه ابن القاسم عن أحمد.
ولكن رجوع المختلعة إلى زوجها بعقد جديد لا يشترط له انقضاء عدتها، بل يجوز له أن يتزوجها في عدة الخلع، قال ابن قدامة رحمه الله: وإذا خالع الرجل زوجته، أو فسخ نكاحه، فله أن يتزوجها في عدتها، في قول جمهور الفقهاء.
فالخلاصة أنه يجوز لزوجك أن يعقد عليك عقدا شرعيا جديدا في أي وقت دون اشتراط انتظار العدة، ولا اشتراط توثيق الخلع.
والله أعلم.