السؤال
هل أحاديث وآيات الوعيد بالخلود في النار هي التي أخذ بها الخوارج، والذين يكفرون بالكبيرة؛ كالديوث، ومن في قلبه مثقال ذرة من كبر. والأمثلة كثيرة؟ وكيف نفسرها نحن أهل السنة والجماعة، لأن الظاهر منها الخلود في النار أو عدم دخول الجنة، فلماذا نحرف معنى كلام الله
وأحاديث نفي الإيمان عن بعض المسلمين كالأحاديث التي تبدأ بلا يؤمن أحدكم حتى...؟ ولماذا قلنا إنه شرط صحة وشرط كمال، والرسول عليه الصلاة والسلام لم يذكر هذا، بل قال: لا يؤمن؟ وهو كما نقول عندما نرد على الأشاعرة أفصح الرجال؟.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فمن عقيدة أهل السنة والجماعة التي دل عليها الكتاب والسنة عدم تخليد أصحاب المعاصي ممن مات على الإسلام في النار، وما جاء من نصوص الوعيد في عدم دخول العصاة الجنة محمولة على عدم دخولها ابتداء حتى يعذبوا إن لم يغفر الله لهم، وما جاء من نصوص الوعيد في خلود بعضهم في النار المقصود بالخلود فيها طول المكث، وليس الخلود الأبدي، أو يحمل على الخلود الأبدي في حق المستحل، قال الشيخ صالح آل الشيخ في شرح الطحاوية: الخلود في النار نوعان: خلود أمدي إلى أجل، وخلود أبدي، والخلود الأمدي: هو الذي توعد الله به أهل الكبائر، والخلود الأبدي، المؤبد: هو الذي توعد الله به أهل الكفر والشرك.
فمن الأول: قول الله: ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها {النساء:93} فهذا خلود، لكنه خلود أمدي، لأن حقيقة الخلود في لغة العرب هو المكث الطويل، وقد يكون مكثا طويلا ثم ينقضي، وقد يكون مكثا طويلا مؤبدا.
ومن الثاني: وهو الخلود الأبدي في النار للكفار قول الله: ومن يعص الله ورسوله فإن له نار جهنم خالدين فيها أبدا {الجن:23} وكذلك قوله في آخر سورة الأحزاب: إن الله لعن الكافرين وأعد لهم سعيرا خالدين فيها أبدا {الأحزاب:64ـ65} هذا خلود أبدي.
ولذلك يميز الخلود في القرآن بالأبدية في حق الكفار، وأما في حق الموحدين فإنه لا يكون معه كلمة: أبدا ـ وهذا الذي بسببه ضلت الخوارج والمعتزلة فإنهم رأوا: خالدين فيها ـ في حق المرابي وفي حق القاتل فظنوا أن الخلود نوع واحد والخلود نوعان. اهـ.
وكذا ما جاء من نصوص الوعيد من نفي الإيمان المراد به كمال الإيمان الواجب وليس أصل الإيمان أو الإيمان بالكلية وقد بينا ذلك في عدة فتاوى بما يغني عن الإعادة هنا. فانظر الفتوى التالية أرقامها: 137828، 203833، 165637 50018، 200533.
والله أعلم.