السؤال
هل يجب التوقف في إثبات ونفي الجارحة لله؟ وإذا كان يجب. فلماذا قال الإمام الطبري في كتابه التبصير في معالم الدين: "وله يدان ويمين وأصابع، وليست جارحة"؟ وهل تعليق الشيخ ابن باز :"لا حاجة لما ذكره المؤلف -رحمه الله- من نفي الجوارح، وكشر الأسنان، حيث لم ترد به النصوص، بل هي ساكتة عنه" ذم له؟ أرجو منكم التوضيح. وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه، ومن والاه، أما بعد:
فقد سبق أن بينا في الفتوى رقم: 101365 أنه لم يرد في الكتاب ولا في السنة تسمية يد الله تعالى بأنها جارحة، وأنه يجب الوقوف على ما ثبت في الوحي، وعدم الخوض والتكلف، ولا شك أن بعض العلماء استعمل هذا اللفظ، ولكن مرادهم بذلك أنها ليست كصفات المخلوقين، وربما اضطروا للقول بأنها " ليست جارحة " ردا على نفاة الصفات، الذين يرون أن لازم إثباتها أن تكون جارحة كجوارح المخلوقين، والأمر كما ذكرنا من أن لفظ الجارحة لم يرد في الكتاب ولا في السنة نفيا ولا إثباتا، فينبغي التوقف عن استعماله.
قد قال الشيخ عبد الرحمن البراك حفظه الله تعالى: لفظ الجارحة في صفات الله تعالى لفظ محدث؛ فلم يرد في الكتاب والسنة نفيه، ولا إثباته، ولهذا أهل السنة يثبتون اليدين والعينين ونحوهما من الصفات لله تعالى، ويقولون: إن ذلك حقيقة، ولا تماثل صفات المخلوقين، ولا يقولون في هذه الصفات إنها ليست جارحة؛ لأنه لفظ محدث ومجمل .. اهــ.
وقولك عن تعليق الشيخ ابن باز: "هل هو ذم له" إن كنت تعني ذما لاستعمال لفظ الجارحة، فهذا ظاهر، وإن كنت تعني أنه يذم قائله محمد بن جرير الطبري، فلا، ولا يلزم من رد القول أو تضعيفه، ذم قائله كما لا يخفى.
والكلام المذكور ورد في تعليق للشيخ ابن باز على كتاب التبصير في معالم الدين لابن جرير الطبري رحمهم الله تعالى
والله تعالى أعلم.