إحسان الظن بالزوجة وعدم مؤاخذتها بالماضي

0 134

السؤال

أنا وزوجتي المنتقبة نعيش في شقة مستقلة في بيت العائلة وأمنعها من التعامل مع أي رجل من غير محارمها حتى إخوتي اتفقت معها ألا تتعامل معهم... وطلبت من أمي بعد زواجي أن يأكل الرجال وحدهم والنساء وحدهم، ففعلوا ذلك لعدم التضييق على زوجتي، وطبيعة عملي تجعلني أترك البيت من الساعة 7 صباحا، وأغلب الأيام أعود 9 مساء، وزوجتي كل هذا الوقت مع أمي، وظهرا تلبس النقاب في البيت والمطبخ لوجود إخوتي... لكن أمي تقول لي أنت تشك في إخوتك وتتضايق... وعند أول شهر من زواجي اتفقت مع زوجتي أن تنهي علاقتها بالفيس، واتضح لي ذات مرة أنها فتحته أكثر من مرة وكلمت صديقاتها بكلام قلته لها، وأنها كانت تصاحب الكثير من البنين في الكلية وغيرها، وأحبت هذا وأحبت ذاك، وهذا كلمها، وهذا ضحك معها... فأردت أن أطلقها فأقسمت لي أنها نسيت كل هذا ولا تريد غيري، وكل هذا كان بسبب صديقاتها، فقطعت علاقتها بأولئك الأصدقاء ورفضت ذهابها للكلية.. وقد بدأت حفظ القرآن وحفظت 13جزءا... ولكنني أضربها وأشتمها.. وعندما اكتشفت الفيس وفضائحه لم أسترها أمام أبي وأمي وإخوتي...

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلم تبين لنا ما تريد السؤال عنه بالتحديد، لكن على أية حال فنحن سننبهك إلى بعض الأمور بناء على ما ذكرته في سؤالك:

1ـ ضربك وشتمك لزوجتك دون مسوغ ظلم محرم، يجب عليك الإقلاع عنه والتوبة منه، فقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم أبلغ التحذير من ظلم المرأة، فقال صلى الله عليه وسلم: اللهم إني أحرج حق الضعيفين: اليتيم، والمرأة. رواه ابن ماجه.

2ـ  لم يكن لك الدخول على حساب زوجتك على الفيسبوك والاطلاع على مراسلاتها دون علمها، فالظاهر لنا أن هذا من التجسس المحرم، وقد سبق أن بينا عدم جواز تجسس الزوج على زوجته إلا لمنع منكر عند ظهور ريبة، وراجع الفتوى رقم: 196545.

3ـ كان عليك أن تستر على زوجتك ولا تفضحها، قال ابن عبد البر رحمه الله:.... الستر واجب على المسلم في خاصة نفسه إذا أتى فاحشة، وواجب ذلك عليه أيضا في غيره..

4ـ ما دامت زوجتك مستقيمة لا يظهر منها ريبة فعليك أن تحسن الظن بها، ولا تؤاخذها بما مضى، فالتوبة تمحو ما قبلها، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له.
 5ـ منعك زوجتك من الخلوة والاختلاط بإخوتك وحرصها على الاحتجاب عنهم، تصرف صحيح موافق للشرع، فبين ذلك لوالديك برفق وحكمة.

6ـ نصيحتنا لك أن تمسك زوجتك ولا تطلقها، وأن تحسن صحبتها وترفق بها وتتعاون معها على طاعة الله، فالظاهر من حالها أنها صالحة، فاستوص بها خيرا، قال صلى الله عليه وسلم:... استوصوا بالنساء خيرا. متفق عليه.

وقال: خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي. رواه الترمذي. 

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى