علاج الوسوسة في الاستنجاء

0 196

السؤال

أنا فتاة مصابة بالوسوسة في العبادة للأسف، بدأت مشكلتي منذ ثلاثة أعوام أو أربعة بداية في الصلاة، فكنت أعيدها كثيرا، وأقطعها من منتصفها وأعيدها، ثم ازدادت مشكلتي بأن امتدت للوضوء فكنت أتوضأ وأعيد وضوئي كثيرا بسبب الشكوك والوساوس، ثم زادت المشكلة للاستنجاء وللنجاسات والطهارة والغسل ، وكل شيء، فأصبحت أشك في كل شيء، فبدأت أقرأ عن الوسوسة وأضرارها وكيف أستطيع تجاهلها واستفدت من موقعكم -جزاكم الله خيرا- فتقريبا استطعت أن أمنع وسوستي في الصلاة، فأصبحت لا أعيدها مهما وسوس لي أنني نسيت شيئا، وأصبحت أركز في الصلاة أكثر وأفكر بما أقرأه من قرآن وأذكار لصرف الوسوسة، وإذا شككت في شيء لا ألتفت إليه لأنني أعتبر أنني ما زلت ممن استنكحه الشك؛ حيث إنني كل يوم أشك في صلاتي لكن أبقى ثابتة وأصبر، ولا ألتفت للوسواس وأقول لنفسي لن تشفي حتى تتخلصي من الشكوك الكثيرة هذه، وكذلك الحال في الوضوء أصبحت أركز وأنا أتوضأ فلا أنسى ولا أشك في شيء، وإن شككت أكون شبه متيقنة أن هذه وسوسة فلا ألتفت إليها وأكمل وضوئي
لكن بالنسبة للصلاة والوضوء بقيت مشكلتان لم أستطع تجاوزهما حتى الآن
أما بالنسبة للصلاة فموضوع النية هي أكثر ما أتعبني حيث إنني أقف عندما أريد الصلاة، وأبقى واقفة عدة دقائق، وأنا أستحضر النية لأي صلاة، وهل هي فرض أم سنة، وكم ركعة، فأشعر أنني أكلف نفسي تفكير كثيرا في استحضار النية، ولا أعلم كيف أتخلص من هذه الوسوسة.
أما بالنسبة للوضوء؛ فمشكلتي فيه الإسراف والمبالغة في غسل أعضاء الوضوء، فأبقى أخاف أن لا يصل الماء لمكان، وأتوضأ في عشر دقائق أو أكثر. أمي تقول لي بأنني أغسل يدي ورجلي أكثر من عشر مرات، وأشعر أنني أسرف كثيرا في الماء، وهذا يسبب لي حرجا كبيرا مع عائلتي، أو في مكان غير المنزل.
والمشكلة الأكبر التي تسبب لي عناء كبيرا والتي أشعر بأسى كبير بسببها، وأصبحت عندي أضرار نتيجة لها هي مشكلة الاستنجاء من البول، أمي عندما علمتني الاستنجاء أخبرتني بأنني يكفي أن أملأ يدي اليسرى بالماء من الإبريق، ثم أغسل به مكان البول عدة مرات مع غسل يدي بين كل مرة وأخرى حتى أشعر أنه طهر، لكن عندما قرأت فتاويكم عن إسالة الماء خفت أن يكون ما قالته لي أمي لا يجزئ، فأصبحت أمسك الإبريق وأسيل الماء منه وأنا جالسة وأسيل الماء على كل جزء من القبل حتى أتيقن أنه طهر، وأبالغ في الاستنجاء لدرجة أنني قد أدخل أصبعي لباطن الفرج للتيقن من إزالة آثار النجاسة، ولذلك أمكث بالحمام فترة طويلة أقلها ربع ساعة، وغالبا نصف ساعة أو ساعة إلا ربعا. وهذا سبب لي أوجاع شديدة في القدمين، وأصبحت أكره دخول الحمام، وأحبس البول، وأؤخر نفسي لدخول الحمام، وهذا يسبب لي دائما وجع بطن، وأخاف أن يؤثر علي من ناحية صحية مستقبلا.
فهل يكفي ما قالته لي أمي من أن أملأ باطن يدي بالماء وأغسل به القبل حتى أشعر أنه طاهر.
أنا أفعل ذلك بالدبر ثلاث أو أربع مرات بعد الاستجمار، ولا أجد حرجا، أما بالقبل فلأنه فيه انثناءات وأجزاء كثيرة أخاف ألا يصل الماء بهذه الطريقة لجميع الأماكن.
وأنا فتاة حافظة للقرآن، ولذلك أخواتي يقولون لي بأنني أولى شخص بأن لا أستمع لوساوس الشيطان في الاستنجاء وفي الوضوء، وأنني يجب أن أعمل بما قال الله في الآية (ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ليطهركم)
أعتذر على الإطالة وعلى الوصف الدقيق، لكني أريد أن أعلم هل أمي علمتني طريقة صحيحة للاستنجاء، وتجزىء هذه الطريقة؟ وهل يجب أن أغسل القبل كل جزء بجزئه؟ أم يجوز غسل جميع الأجزاء معا ودلكها معا، فذلك سيريحني كثيرا.
أمي سألتني كثيرا لماذا أجلس فترة طويلة بالحمام، ولم أستطع إجابتها من حرجي منها. أرجو التكرم بالإجابة لأنني بحثت كثيرا بالفتاوى الموجودة عن هذه الطريقة، فلم أجد أرجو توضيح الرد لمساعدتي على التخلص من هذه المشكلة التي سببت لي عناء كبيرا مع أسرتي ومع نفسيتي، وسببت لي آلاما كبيرة.
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد: 

فعليك أن تستمري في مدافعة الوساوس، ومجاهدتها، والإعراض عنها، وعدم الالتفات إليها حتى يشفيك الله منها تماما، وأما النية فأمرها سهل يسير، فما هو إلا أن تستحضري بقلبك الصلاة التي تريدين فعلها، ثم تشرعين في الصلاة مباشرة، وهذا لا يستغرق ثواني معدودات.

وأما الإسراف في الماء فعلاجه ألا تغسلي العضو الواحد أكثر من ثلاث مرات مهما وسوس لك الشيطان بأنك لم تستوعبيه غسلا.

وأما الاستنجاء فالطريقة التي علمتك إياها أمك صحيحة، ويحصل بها تطهير المحل، واعلمي أن الاستنجاء يحصل بأن يغلب على ظنك طهارة المحل، ولا يشترط اليقين؛ كما في الفتوى رقم: 132194، فصبي الماء على المحل حتى يغلب على ظنك زوال النجاسة، ثم لا تلتفتي للوسواس بعد ذلك، ويجزئك أن تغسلي الموضع المتنجس كله بصب الماء على جميع المحل المتنجس، ولا يلزم أن تغسلي شيئا فشيئا، والأمر بحمد الله يسير، فتجاهلي الوساوس ولا تبالي بها، وانظري الفتوى رقم 51601، نسأل الله لك العافية.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة