صلاة من لا يستطيع النطق بالحرف اللثوية على الوجه المطلوب

0 145

السؤال

أعاني من لثغة في حرف السين والصاد والزاي، من طفولتي لا تخرج هذه الأحرف من مخرجها الأصلي المعروف، إنما يخرج لساني لخارج الفم، ويخرج صوت مثل الصفير وينتج عنه حرف بين السين والثاء عندما أريد نطق حرف السين، وبين الصاد والثاء وهكذا مما يسبب لي حرجا أمام الناس، المهم أنه قريب من صوت الأحرف الطبيعية، وذهبت لطبيب أسنان معتقدا أن المشكلة ربما في بعض الأسنان، حيث إن بعض الأسنان تسد مخرج الهواء، وقال إنها ليست المشكلة، ولا علاج لمشكلتي حيث إنها قد تكون وراثية، أو بسبب خلل في تكوين الفك أو اللسان، المهم في حالات كثيرة وخاصة في الصلاة لا أعرف لماذا لا يخرج هكذا وإنما يخرج قريبا جدا من حرف الثاء مهما حاولت، حتى إنه في مرات لم يبق إلا عدة دقائق على خروج الوقت، وصليت وقرأت الفاتحة والتشهد هكذا، حيث لم يخرج حرف السين أبدا، وفي كثير من الصلوات أبقى نصف ساعة أو حتى ساعة فقط أحاول وأقطع الكثير من الصلوات.
فهل علي حرج إن صليت مهما خرجت الأحرف، مع أنه أحيانا في بعض الصلوات تخرج هذه الأحرف كما ذكرت في أول السؤال، وفي حالات لا تخرج هذه الأحرف أبدا، وفي حالات قد لا تخرج هذه الحروف في أول ركعة، ثم تخرج في الركعة الثانية أو الثالثة، وتعود ولا تخرج في بقية الصلاة وهكذا، يعني أن الأمر عشوائي جدا، وهذا يحيرني، وأخاف أن تكون صلواتي باطلة. فكيف أصلي؟
وهناك أمر آخر حيث علي إعادة صلوات كثيرة جدا حوالي خمس سنوات، بسبب أني كنت جاهلا في الاغتسال من الجنابة، ولم أكن أغتسل بشكل صحيح، حيث كنت ربما أمسح رأسي فقط.
فهل علي حرج إن عملت بقول ابن تيمية في هذه المسألة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:                                      

 فقد تبين لنا من خلال أسئلة سابقة، أن لديك وساوس كثيرة، نسأل الله تعالى أن يشفيك منها, وننصحك بالإعراض عنها، وعدم الالتفات إليها, فإن ذلك من أنفع علاج لها، وراجع للفائدة، الفتوى رقم: 3086.
 ومن كان عاجزا عن النطق بالحرف على الوجه المطلوب، فصلاته صحيحة في نفسه، ولا تصح الصلاة خلفه إلا لمثله، هذا ما نص عليه أهل العلم، وسبق بيانه بتفصيل أكثر في الفتوى رقم: 102842.

وعليه؛ فإذا كنت لا تستطيع النطق بالصاد, والسين, والزاي، بطريقة سليمة لسبب في الخلقة, فلا حرج عليك, ويكفيك أن تنطق بهذه الحروف حسبما تستطيع، ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها, ولا يشرع لك ما تقوم به من تأخير وقت الصلوات, أو إعادتها لأجل ما ذكرت، فهذا كله من تأثير الوساوس التي تشعر بها فاستعذ بالله تعالى, وعليك ألا تلتفت لهذه الوساوس؛ فإنها من الشيطان لكي يفسد عبادتك, ويوقعك في الحرج.

وبخصوص السؤال الثاني, فقد سبقت الإجابة على مثله في الفتوى رقم: 314554، وبناء على ما جاء في هذه الفتوى، فيجوز تقليد مذهب شيخ الإسلام ابن تيمية، ومن وافقه من أهل العلم, وبالتالي، فلا يلزمك قضاء صلواتك عن السنوات الخمس السابقة, والتي كنت تجهل فيها غسل الجنابة -كما ذكرت- وإن كان القضاء أحوط.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة