ترك اللعب بالألعاب المشتبه أمرها أسلم

0 4502

السؤال

أنا رجل اشتركت في لعبة انتقام السلاطين في الإنترنت، وألعب فيها كثيرا، وقد كنت اشتركت في عدة ألعاب قبل ذلك، ولكن كنت أجد فيها بعض الأشياء التي تجعل اللعب فيها حراما مثل (أن يكون في اللعبة صليب ، أن تحتوي على سحر وتعاويذ وغيرها ...)
وقد تركت هذه الألعاب خوفا من الله تعالى.
وفي الأخير وجدت لعبة لا يوجد فيها مثل هذه الأشياء -الحمد لله- .
وقد لعبت فيها شهورا طويلة، ولكن اكتشفت في الأخير بعض الحاجات فيها ، أخاف أن يكون اللعب فيها محرما بسببها.
واللعبة هي عبارة عن قلعة تستلمها عند بداية اللعبة، ومن ثم تقوم بتطويرها وتطوير مبانيها وتدريب جيوشها لكي تهجم على القلاع الأخرى، وأيضا تستطيع أن تهجم على وحوش موجودة في اللعبة باستمرار، وفي أي وقت، وسوف تحصل على هدايا مختلفة عند النصر.
وهذه الوحوش متنوعة ومختلفة المستويات، وكل وحش له اسم خاص، وله شرح لمعناه وماذا يفعل، ومن بين هذه الوحوش يوجد وحش اسمه ( الوحش المجنح ) ومعناها في اللعبة هي ( وحش له رأس إنسان وجسم طائر ، وهو يمثل الروح الخالد ، بعد وفاة الناس سيطير إلى السماء بروح الميت .
ووحش آخر اسمه ( أنوبيس ) ومعناها في اللعبة هو مرشد وحارس للميت ، كما يحمي روح الميت أبد الدهر .
طبعا كل ما علينا نحن اللاعبين هو قتل هذه الوحوش بأن نرسل إليهم جنودا لكي نقتلهم، وإذا انتصرنا نأخذ جوائز عادية مثل ذهب ونقاط وموارد وغيرها .
وهذه الوحوش لا تفعل شيئا ولا تؤثر على مسيرة اللاعب في تطوير القلعة، ولا تؤذي جنودنا، ولا تستطيع قتلهم حتى لو هجمنا عليها ، وحتى لو تجاهلناها كأنها ليست موجودة لن تؤثر على اللعبة ، فقط كل من يحب أن يكسب نقاطا وموارد إضافية عليه قتلها مع أنه يوجد عدة طرق أخرى لكسب الكثير من النقاط .
مع العلم بأن معاني وشرح هذه الوحوش ليست ظاهرة للاعب أمامه فقط مكتوب عليها اسم الوحش ، وإذا كنت تريد معرفة شرح الوحش ومعناه كما ذكرت لك، عليك أن تدخل المنتدى في قسم الوحوش ومن ثم ستعرف معنى الوحوش وشرحها بالتفصيل، مع أنها لا تفعل شيئا في اللعبة، ولا تؤذي القلعة والجنود ، فقط من يريد أن يهجم فليهجم ، ومن يريد أن يتجاهلها فليس عليه شيء.
والسؤال هو : هل يجوز اللعب في هذه اللعبة كما ذكرت لك أم أنها حرام؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن الحكم على لعبة بعينها عسر، لأنه يستلزم الإحاطة باللعبة والتصور التام لها، وهذا لا يتيسر إلا لمن يمارس هذه الألعاب. لكن فيما يتبادر من الأوصاف التي ذكرتها عن هذه اللعبة لا يظهر لنا أنها بمجردها مما يوجب تحريم اللعبة، والمنع من اللعب بها.
 

وعموما: فقد سبق لنا بيان ضوابط ما يحل من الألعاب الإلكترونية وما يحرم، وذلك في الفتوى رقم: 121526.

فإن اشتبه الأمر ولم يتبين حكم اللعبة : فالأسلم تركها والبعد عنها، وإن لم يجد المرء من يجزم له بتحريمها، فهي لا تعدو أن تكون لهوا، لا تستحق عناء البحث والحيرة، وما أيسر تركها والإعراض عنها،  وقد جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: إن الحلال بين، وإن الحرام بين، وبينهما مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس، فمن اتقى الشبهات استبرأ لدينه، وعرضه، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام، كالراعي يرعى حول الحمى، يوشك أن يرتع فيه. متفق عليه.

 والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة