السؤال
ما حكم من يسب ويقول: "يلعن الذي طرقك" هل هذا القول كفر؛ لأني سمعت أنها قد تكون سبا للخالق؟
وهل إذا كان معناها سب الخالق. هل يعذر من يقولها جهلا؛ لأني أعرف كثيرين يقولونها، وإذا سألتهم عن معناها، تجدهم لا يعرفونه؟
ما حكم من يسب ويقول: "يلعن الذي طرقك" هل هذا القول كفر؛ لأني سمعت أنها قد تكون سبا للخالق؟
وهل إذا كان معناها سب الخالق. هل يعذر من يقولها جهلا؛ لأني أعرف كثيرين يقولونها، وإذا سألتهم عن معناها، تجدهم لا يعرفونه؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلم يتبين لنا معنى هذا اللعن المذكور في السؤال، ولا بد للحكم عليه، وعلى قائله، من معرفة مقصود القائل منه، والذي يظهر -والله أعلم- أن من تلفظ به وهو لا يعرف معناه، لا يكفر بذلك، ولو كان هذا اللعن في نفسه كفرا أو معصية، ما دام يجهل معناه.
قال العلامة ابن قاسم ـ رحمه الله ـ في حاشية الروض: لا يكفر من حكى كفرا سمعه وهو لا يعتقده، قال في الفروع: ولعل هذا إجماع، وكذا من نطق بكلمة الكفر، ولم يعلم معناها، ولا من جرى على لسانه سبقا من غير قصد؛ لشدة فرح أو دهش، أو غير ذلك، لحديث: عفي عن أمتي الخطأ والنسيان، وخبر: الذي أخطأ من شدة الفرح. انتهى.
وراجع للتفصيل والاستزادة، الفتوى رقم: 129105، والفتوى رقم: 338218.
ثم إننا ننبه إلى وجوب حفظ اللسان من اللعن، وغيره من السب، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر؛ فليقل خيرا، أو ليصمت. متفق عليه.
وقال صلى الله عليه وسلم: ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان، ولا الفاحش ولا البذيء. رواه الترمذي وحسنه، وأحمد وصححه الألباني.
والله أعلم.