السؤال
هل يعذر أهل منطقة يظنون أنهم مسلمون، من الذين لديهم بدع كفرية، ولم يسمعوا يوما بالإسلام الحقيقي؟ وهل الذين يموتون منهم يخلدون في النار؟ أم يختبرون في الآخرة مثل حال من ماتوا ولم تصلهم رسالة الإسلام؟ أم غير معذورين طالما سمعوا بدين الإسلام؟.
هل يعذر أهل منطقة يظنون أنهم مسلمون، من الذين لديهم بدع كفرية، ولم يسمعوا يوما بالإسلام الحقيقي؟ وهل الذين يموتون منهم يخلدون في النار؟ أم يختبرون في الآخرة مثل حال من ماتوا ولم تصلهم رسالة الإسلام؟ أم غير معذورين طالما سمعوا بدين الإسلام؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمسألة العذر بالجهل في أصول الدين من المسائل الكبيرة التي يجب التأني فيها، ولا نستطيع الحكم على أهل منطقة بعينها بمثل ما وصفتهم، ولكن نقول: إن الحكم على الإنسان بأنه يعذر بالجهل أو لا يعذر، يختلف باختلاف البلاغ وعدمه، وباختلاف المسألة نفسها وضوحا وخفاء، وتفاوت مدارك الناس قوة وضعفا، فمن ثبت له عقد الإسلام بيقين لم يزل ذلك عنه بالشك، بل لا يزول إلا بعد قيام الحجة وإزالة الشبهة، وانتفاء عوارض التكفير من جهل أو تأويل أو إكراه، وهذا يشمل مسائل الأصول ومسائل الفروع، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: وأما الفرائض الأربع: فإذا جحد وجوب شيء منها بعد بلوغ الحجة فهو كافر، وكذلك من جحد تحريم شيء من المحرمات الظاهرة المتواتر تحريمها؛ كالفواحش والظلم والكذب والخمر ونحو ذلك، وأما من لم تقم عليه الحجة مثل أن يكون حديث عهد بالإسلام، أو نشأ ببادية بعيدة لم تبلغه فيها شرائع الإسلام ونحو ذلك، أو غلط فظن أن الذين آمنوا وعملوا الصالحات يستثنون من تحريم الخمر كما غلط في ذلك الذين استتابهم عمر، وأمثال ذلك، فإنهم يستتابون وتقام الحجة عليهم، فإن أصروا كفروا حينئذ، ولا يحكم بكفرهم قبل ذلك، كما لم يحكم الصحابة بكفر قدامة بن مظعون وأصحابه لما غلطوا فيما غلطوا فيه من التأويل. انتهى.
وللعلماء في هذه المسألة كلام مبسوط في مواضعه من كتب الأصول والاعتقاد، وللوقوف على بعض كلامهم نحيلك إلى الفتاوى التالية أرقامها: 19084، 53784، 60824، 156483، 323158، 199757.
والله أعلم.