عقد عليها من سنوات طويلة ولم يبن بها ولا يبدي لها مشاعر الحب

0 103

السؤال

أنا بنت عقد قراني على ابن عمي، عمري25 تقدم إلي ابن عمي بطريقة تقليدية؛ وذلك منذ ثماني سنوات ... كان عمري 17 سنة، وكنت سعيدة جدا بهذا الشخص، ولكن بعد عدة أيام من خطبتي أحسست أني غير مرتاحة تماما مع خطيبي هذا، على الرغم من أن هذا الشخص محترم، وطيب القلب، وعلى خلق .... ولكني أحس أني سأكون غير سعيدة ..... وزواجي بعد 6 شهور في عيد رمضان.
وأهلي وافقوا عليه بسرعة خوفا من أنه يذهب، ولا أحد يأتي، وأظل عانسا، ولا يتقدم لي أحد. .... وبسبب إلحاح أهلي وافقت. أي بنت تتمناه، ورأوا أن مثله لا يرد، بل فرحوا كثيرا لأنه طيب القلب ، وقد يكون فعلا يريدني، إلا أنني لا أرى منه شيئا يجعلني أنجذب إليه، إلا أنه جميل وذو خلق، وكل صفة جميلة فيه، وهذا تتمناه أي فتاة، وقد أعذره كون مجتمعنا متدين ومحافظ على العادات والتقاليد قليلا، وأكون متضايقة جدا لأنه لا يسأل عني أو يزورني، ولكني أخاف في المستقبل من كوني لا أحبه، وأخاف أن تفشل حياتي معه، مع العلم أني أكره الفشل، وأخاف منه، وأعرف أن الزواج نصيب، وقد تضرعت ولجأت إلى الله كثيرا بأن يصرفه عني إذا كان شرا لي، وأن يتم الزواج منه إذا فيه خير ..
حدثت أمور منها: في العيد أمي حدثتهم لماذا تأجيل الزواج؟! لقد ذهبت 8 سنوات، وأنتم على ذلك الحال. وقالت ابنتي لو تزوجت كان معها الآن أطفال، 8 سنوات ليست قليلة، وحدثت مشكلة بين أهله وأهلي، ووصل الكلام للرجال، فقال لهم أبي أنتم باقي لكم ستة شهور على أن تقيموا الزواج أو اذهبوا، وستجد ابنتي نصيبها.
ما كان ردهم إلا أن قالوا إن البنت لازم تنهي جامعتها، وأن هذا شرطكم، ونحن لم نشرط ذلك في العقد، وأنا لم أنه دراستي بسبب رسوبي، ونفسيتي جدا تعبت من ذلك، إذا كان لا يريدني لماذا تقدم لي إذن؟!! لا أعرف كيف يفكر؟ وكيف لا يعايدني في العيد!
كلمت والدي ووالدتي في هذا الموضوع، يقولون لي: لا ينفع أن نترك شخصا مثل هذا، محترم ولم يصدر منه أي شيء يجعلنا نتركه.
أنا لا أحس بالحب تجاهه. هل يمكن أن أحبه بعد الزواج...
انصحوني، أفيدوني، جزاكم الله خيرا. أم أنني أستخير، ومن ثم أنفصل عنه. فزواجي قريب في هذه السنة، وأخاف إذا تركته أن أندم على ذلك، خصوصا أنه جميل وخلوق.

الإجابــة

 الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

  فقد ذكرت عن هذا الشاب كثيرا من الصفات الطيبة، فإن كان مع ذلك ذا دين يحافظ على فرائض الله، ويجتنب السيئات، فمثله جاءت السنة النبوية بالحض على اختياره زوجا؛ كما في الحديث الذي رواه الترمذي وابن ماجه - واللفظ له - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا أتاكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض. وأورد الغزالي في إحياء علوم الدين أن رجلا  قال للحسن: قد خطب ابنتي جماعة فمن أزوجها؟ قال: ممن يتقي الله، فإن أحبها أكرمها، وإن أبغضها لم يظلمها. فإذا انضم إلى ما سبق كونه قريبك، ورغبة أمك في زواجه منك، كان هذا أرجى لأن تدوم العشرة بينكما، وتتحقق في أسرتكما السعادة. 

وهو بعد العقد له عليك قد صار زوجا لك، فلا حرج في أن يتواصل معك، ويبدي شيئا من مشاعره العاطفية تجاهك، ولكن ما ذكرت من كونه يعيش في بيئة محافظة قد يكون هو الداعي له إلى عدم إبداء هذه المشاعر، أو الحرص على التواصل. ثم إن هنالك كثيرا من العوامل التي قد تكون سببا في إيجاد الحب في الحياة الزوجية. ولو فرضنا عدم وجود الحب فيها أصلا، فلا يعني أن هذا نهاية لها، فهنالك كثير من الأسس التي يمكن أن تقوم عليها هذه الحياة من الاحترام والتقدير والذرية الصالحة وغير ذلك من المصالح. ولا تنسي أن الزواج قد يكون قائما من أساسه على الحب، ويكون مع ذلك مصيره الفشل بسبب غياب تلك الدعائم الأخرى التي سبقت الإشارة إليها، ولا سيما الدين والخلق.

 وأما طلب الطلاق وإن كان مشروعا في حال تضرر المرأة إلا أننا لا ننصحك به، ولكن ننصح بأن يتدخل العقلاء، ويبينوا أن من الخطأ أن يطول الأمد، ويتأخر الدخول وإتمام الزواج، فمثل هذا قد يكون مدخلا لشياطين الإنس والجن للحيلولة دون إتمامه، وأن الزواج من الخير الذي تنبغي المسارعة إليه؛ لقوله تعالى: فاستبقوا الخيرات {البقرة:148}. ويمكن التواصل مع قسم الاستشارات في موقعنا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى