السؤال
هل توجد طريقة لرد دعاء مكروه أو محرم, مثل شخص دعا علي بإصابة في البدن أو أن لا أسافر وأنا أريد السفر أو أن يقول الله يرزقك بكذا وكذا، ويذكر في الدعاء شيئا لا أحبه أو لا أطيقه، سواء كان جادا أم مازحا, مع العلم أنه لا توجد مظلمة..؟ وهل يمكنني دفع دعاء هذا الشخص, بأن أدعو بعكس ما يدعو به علي، ثم أقول اللهم أعطني الصحة والعافية واحفظني من كل مكروه , أو اللهم ارزقني سفرا نافعا؟...
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يدفع البلاء شيء مثل الدعاء، وسواء كان هذا البلاء مقدرا بسبب دعاء شخص آخر أو بغير ذلك من الأسباب، فإنه إذا قدر أنه سيصيبك شيء من البلاء، فليس مثل الدعاء تدفع به هذا البلاء، فادع الله بما أنت محتاج إليه موقنا بإجابته لك، وسله صرف ما تكره وحصول ما تحب، فإن هذا من أعظم أسباب الخير، قال العلامة ابن القيم رحمه الله: والدعاء من أنفع الأدوية، وهو عدو البلاء، يدافعه ويعالجه، ويمنع نزوله، ويرفعه، أو يخففه إذا نزل، وهو سلاح المؤمن... وله مع البلاء ثلاث مقامات:
أحدها: أن يكون أقوى من البلاء فيدفعه.
الثاني: أن يكون أضعف من البلاء فيقوى عليه البلاء، فيصاب به العبد، ولكن قد يخففه، وإن كان ضعيفا.
الثالث: أن يتقاوما ويمنع كل واحد منهما صاحبه.
وقد روى الحاكم في صحيحه من حديث عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يغني حذر من قدر، والدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل، وإن البلاء لينزل فيلقاه الدعاء فيعتلجان إلى يوم القيامة. وفيه أيضا من حديث ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل، فعليكم عباد الله بالدعاء. وفيه أيضا من حديث ثوبان عن النبي صلى الله عليه وسلم: لا يرد القدر إلا الدعاء، ولا يزيد في العمر إلا البر، وإن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه. انتهى.
فلو قدر أن شخصا دعا عليك بما لا تحب فادفع أثر دعائه هذا بدعاء مثله أو أعظم منه، وبقدر إخلاصك وجمعيتك على الله في دعائك ويقينك بالإجابة وتحريك لأسباب قبول الدعاء يكون أثر دعائك وانتفاعك به.
والله أعلم.