السؤال
هل ينطبق حديثه صلى الله عليه وسلم: ظننت ظنا فلا تؤاخذوني بالظن، ولكن إذا حدثتكم عن ربي فلن أكذب عليه ـ على ما يخبر به عن الأمور الفلكية والطب، وكمثال: كحديثه عن سجود الشمس، كما جاء في البخاري، وعن الحبة السوداء؟.
وجزاكم الله خيرا.
هل ينطبق حديثه صلى الله عليه وسلم: ظننت ظنا فلا تؤاخذوني بالظن، ولكن إذا حدثتكم عن ربي فلن أكذب عليه ـ على ما يخبر به عن الأمور الفلكية والطب، وكمثال: كحديثه عن سجود الشمس، كما جاء في البخاري، وعن الحبة السوداء؟.
وجزاكم الله خيرا.
الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه، ومن والاه، أما بعد:
فقد روى مسلم في صحيحه من حديث موسى بن طلحة عن أبيه قال: مررت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، بقوم على رءوس النخل فقال: ما يصنع هؤلاء ـ فقالوا يلقحونه يجعلون الذكر في الأنثى فيلقح، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أظن يغني ذلك شيئا، قال فأخبروا بذلك فتركوه، فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك، فقال: إن كان ينفعهم ذلك فليصنعوه، فإني إنما ظننت ظنا، فلا تؤاخذوني بالظن، ولكن إذا حدثتكم عن الله شيئا فخذوا به، فإني لن أكذب على الله عز وجل.
قال النووي في شرح مسلم عن قول النبي صلى الله عليه وسلم: ما أظن يغني ذلك شيئا ـ قال: قال العلماء: ولم يكن هذا القول خبرا، وإنما كان ظنا كما بينه في هذه الروايات، قالوا : ورأيه صلى الله عليه وسلم في أمور المعايش وظنه كغيره فلا يمتنع وقوع مثل هذا، ولا نقص في ذلك، وسببه تعلق هممهم بالآخرة ومعارفها. اهـ.
وهذا لا يصدق على ما قاله صلى الله عليه وسلم من الأخبار، سواء فيما يتعلق بالفلك أم الطب أو غير ذلك من الأخبار لأنها ليست ظنا، ووجب تصديقه في كل ما أخبر به عليه الصلاة والسلام كطلوع الشمس بين قرني شيطان وكسجودها عند الغروب وكإخباره بأن الحبة السوداء فيها شفاء، فكل هذه أخبار يجب تصديقها وليست هي من باب ما وقع في تأبير النخل، فإنه بين لهم ابتداء أن هذا ظنه عليه الصلاة والسلام.
والله أعلم.