السؤال
قرأت على أحد المواقع هذا الكلام، فما صحته:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه أجمعين؛ أما بعد:
فهذه كلمات على عجالة بخصوص هذا الموضوع:
الذي لا يظهر العداوة والبغض والبراءة والتكفير للمشركين، المحيطين به إحاطة السوار بالمعصم؛ إذا كان في دار كفر وشرك؛ فإنه يعتبر منهم -واحدا من هذه الجموع الكافرة المشركة- رضي أم سخط، وذلك لعدة اعتبارات وهي:
1- أن إظهار الدين من مقتضى شهادة التوحيد؛ ولا يمكن أن يتحقق إلا بهذه العداوة، قال تعالى: (قل يا أيها الكافرون)، فأمرنا الله تعالى بأن نقول للكافرين: يا أيها الكافرون... إلخ.
2- إظهار العداوة ينقسم إلى نوعين اثنين؛ وهما:
1-إظهار العداوة من الطائفة والجماعة.
2-إظهار العداوة من الفرد بين أقوام مشركين.
3- عدم إظهار العداوة معناه: الرضى بما عليه الكفار من الشرك، والكفر، والزندقة.
4- عدم إظهار العداوة كفر به الصحابة الذين لم يظهروا دينهم؛ ومثاله الأجلى: قصة خالد بن الوليد -رضي الله عنه- مع مجاعة بن مرارة الحنفي، حيث ادعى هذا أنه ما زال على دينه الذي بايع عليه النبي صلى الله عليه وسلم؛ فأكذبه خالد، وحكم بكفره، وردته.
5- أنه لا يحصل التمييز بين المسلمين والكافرين إلا بإظهار الدين؛ وبراءة المسلمين من المشركين.
6- لقد تبرأ الصحابة -رضي الله عنهم- من إخوانهم الذين تلفظوا بالشهادة، ولكن بقوا في مكة ولم يهاجروا؛ بعدما أنزل الله تعالى قوله: (فما لكم في المنافقين فئتين...) الآية(88) من سورة النساء .
7- في قوله تعالى: (إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم) الآيات: (97-99) من سورة النساء؛ أكبر الدليل على كفر المقيم بين أظهر المشركين؛ وقال الضحاك في تفسيرها: نزلت في المنافقين الذين تلفظوا بالشهادة، ولم يهاجروا؛ (انظروا كيف حكم عليهم بالنفاق والكفر، لأجل إقامتهم في مكة مع عدم إظهار الدين؟).
8- قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من جامع المشرك، وسكن معه، فهو مثله) دليل على وجوب المفاصلة في الاعتقاد، والأبدان، والديار؛ ومن لم يفعل، فليس بمسلم.
تنبيه: لا يستثنى من حكم الكفر؛ لمن أقام بين أظهر المشركين، إلا من أظهر العداوة لهم فقط.