السؤال
قرأت في فتاواكم من قبل بأن بلع البلغم، أو النخامة أثناء الصيام مختلف في حكمه، منهم من يقول: إنه لا يفطر، سواء تم بلعه بالعمد أم لا، ومنهم من يقول: إنه يفطر إذا كان في الفم، وأنا أحاول أن لا أبلعه، وقد أصابني خوف شديد من ذلك أني إن بلعته سأفطر، فقمت ذات يوم باستنشاق الماء حتى يصل إلى الفتحة الموجودة في الحنك الأعلى داخل الفم؛ لكي أنظفها من البلغم -لأن البلغم يخرج من تلك الفتحة ليدخل إلى الفم- وعندما أدخلت الماء من أنفي، وأخرجته من تلك الفتحة، دخل إلى فمي؛ فبصقته، فهل تلك الفتحة تعتبر جزءا من الحلق؟ وهل قد أفسدت الصوم؟ وإن كنت قد أفطرت، فهل علي قضاء ذلك اليوم أم علي الكفارة؟ علما أني فعلت ذلك لتنظيف الأنف والفتحة حتى لا أبلع البلغم، ولم أفعله من أجل إبطال الصيام، فأفيدوني -جزاكم الله خيرا-.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإذا كان الحال كما ذكرت من كون الماء لم يصل إلى حلقك، فإنك لم تفطري بذلك، فإن الفطر لا يحصل إلا بوصول الماء إلى الحلق، وعلى تقدير وصوله إلى الحلق، وأنت لم تقصدي ذلك، فلا يفسد صومك، قال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-: تنبيه: ذكر المؤلف ـ رحمه الله ـ ست مسائل علق الحكم فيها بوصول الماء إلى حلق الصائم، فجعل مناط الحكم وصول الماء إلى الحلق، لا إلى المعدة، وظاهر كلام شيخ الإسلام ابن تيمية أن مناط الحكم وصول المفطر إلى المعدة، ولا شك أن هذا هو المقصود؛ إذ لم يرد في الكتاب والسنة أن مناط الحكم هو الوصول إلى الحلق، لكن الفقهاء ـ رحمهم الله ـ قالوا: إن وصوله إلى الحلق مظنة وصوله إلى المعدة، أو إن مناط الحكم وصول المفطر إلى شيء مجوف، والحلق مجوف.
مسألة: لو يبس فمه كما يوجد في أيام الصيف، ومع بعض الناس، بحيث يكون ريقه قليلا ينشف فمه، فيتمضمض من أجل أن يبتل فمه، أو تغرغر بالماء ونزل إلى بطنه، فلا يفطر بذلك؛ لأنه غير مقصود، إذ لم يقصد الإنسان أن ينزل الماء إلى بطنه، وإنما أراد أن يبل فمه، ونزل الماء بغير قصد. انتهى.
ونصيحتنا لك ألا تتكلفي مثل هذه الأفعال التي قد توقعك في الحرج.
وأما النخامة، فيكفيك بصقها إذا وصلت إلى فمك، ولا يكون صومك فاسدا -والحال هذه- عند أحد من العلماء.
والله أعلم.