السؤال
أبلغ من العمر ٤١ عاما، قبل ٣ أعوام ونصف العام، ابتلاني الله بمرض سرطان القولون والمستقيم، ودخلت في مراحل طبية متعددة منها تحويل الإخراج للمعدة عبر أكياس، وكذلك إشعاع وكيماوي، وجلطات، وعمليات جراحية وغيرها. ما أدى إلى أن أنقطع تماما عن الصلاة بشكل عام، وكذلك صلاة الجمعة بعد اكتشاف المرض.
مع قدوم شهر رمضان الكريم هذا العام، بدأت شيئا فشيئا العودة للصلاة، لكن في البيت، وما زلت إلى الآن لم أذهب لصلاة الجمعة في المسجد.
سؤالي هو: هل مطلوب مني أن أؤدي، أو أفعل شيئا حتى يتوب الله علي، أم فقط العودة للصلاة بانتظام؟ وكيف يمكنني تعويض ما فاتني من صلوات، وصلاة الجمعة طول هذه الفترة؟ وهل بذلك أعتبر خارجا عن الدين؟
أرجو توضيح الأمر لي؟ وماذا يجب أن أفعل؟
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله لك الشفاء والعافية، ثم اعلم أن ما أقدمت عليه من ترك الصلاة، إثم عظيم، وذنب جسيم، وكان الأولى بك أن تحرص على عبادة ربك، والتقرب إليه، طلبا منه تعالى أن يرفع عنك البلاء.
وعلى كل حال، فإنك لا تخرج من الملة بذلك في قول الجمهور، وإن كنت مرتكبا لذنب من أعظم الذنوب، وانظر الفتوى رقم: 130853، وفي وجوب قضاء هذه الصلوات المتروكة، خلاف، انظره في الفتوى رقم: 128781، ومذهب الجمهور هو لزوم القضاء، وهو أحوط، وحيث اخترت القضاء وهو أحوط، فكيفيته مبينة في الفتوى رقم: 70806.
وحاصل ما فيها، أن الواجب عليك أن تقضي الصلوات بحسب استطاعتك، بما لا يضر ببدنك، أو بمعيشة تحتاجها؛ لأن الله لا يكلف نفسا إلا وسعها.
ومن الفقهاء من يرى أنه يكفيك أن تقضي صلاة يومين مع كل يوم، وهو قول المالكية، وصلوات الجمع التي فاتتك، فإنك تقضيها ظهرا.
والواجب عليك التوبة إلى الله، والحرص على الصلوات في أوقاتها وخاصة صلاة الجمعة، واحرص على أداء الصلاة في جماعة، ولا يشترط المسجد لفعل الصلاة في جماعة، وإن كان فعلها فيه أولى، كما بينا ذلك في الفتوى رقم: 128394.
واعلم أن اجتهادك في العبادة، والتقرب إلى الله، سبب من أسباب كشف الضر عنك إن شاء الله، نسأل الله لك تمام العافية.
والله أعلم.