السؤال
السلام عليكم.
أبي تارك للصلاة، وينكر السنة، وهو ممن يرفض النصيحة والتغليط، والبيت عندنا ليس ككل البيوت، لكنه قبر لا أحد يكلم أحدا باحترام.
والغالبية لا يصلي، حتى أنا أشعر فيه بالضيق، ولي أخت في الـ20 لكن منتهى قلة الأدب، ولأنها البنت الوحيدة، فأبي لا يحب أن يغضبها، لدرجة أنها الآن أصبحت مكروهة منا كلنا ومن العائلة أيضا، وهي الآن ترتدى البنطلون ولا تلتزم بالحجاب ويوميا في شجار مع أمي قد يصل إلى الضرب المتبادل أو السب بألفاظ نابية، ولأني أكره قلة الأدب، فأنا أقف لها قدر المستطاع، وضربتها أكثر من مرة، ولكن أبي ينهرني لذلك، وفي مرة سبتني بصوت عال، ولسوء حظها كان كرسي خشب بجواري فقذفتها به، وكالعادة نهرني أبي بدون أن يدري بما قد صدر منها، وعندما علم الأهل بأني ضربتها بالكرسي غضبوا مني كثيرا، ماذا أفعل؟؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن من أخطر الذنوب وأكبر المعاصي ترك الصلاة، فالصلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام بعد الشهادتين، ولا حظ في الإسلام لمن تركها، فهي الفارق بين الإسلام والكفر.
ولهذا اتفق المسلمون على أن من تركها جحودا فقد خرج من الملة، يستتاب ثلاثة أيام، وإلا قتل كفرا ولا يغسل ولا يكفن ولا يصلى عليه ولا يدفن في مقابر المسلمين، وإنما توارى جنازته حتى لا تؤذي الناس، ولا يورث ماله لورثته.
ويجب على زوجته الابتعاد منه، ولا يجوز لها أن تمكنه من نفسها.
ومن تركها تكاسلا، فالراجح من أقوال أهل العلم أنه كافر كذلك كفرا أكبر مخرج من الملة، وقد دلت على ذلك نصوص الشرع، وذهب إليه المحققون من أهل العلم.
ولتفاصيل ذلك وأدلته، نحيلك إلى الفتوى رقم: 1145.
وأما رفض السنة، فإنه يدل على رفض القرآن أيضا، لأن الله تعالى يقول في شأن النبي صلى الله عليه وسلم: وما ينطق عن الهوى* إن هو إلا وحي يوحى [النجم:3-4].
ولا غنى للمسلم الذي يؤمن بالقرآن عن السنة، لأنها المبينة والمفصلة لمجمله، والمقيدة لمطلقه، كما قال تعالى مخاطبا لنبيه صلى الله عليه وسلم: وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون [النحل:44].
ولمزيد من التفصيل نرجو الاطلاع على الفتوى رقم: 31742.
وعلى هذا، فإن عليك أن تجتهد على أبيك وأمك وأختك وأهل بيتك عموما، حتى تحولهم من الصورة التي وصفت إلى بيت مسلم متراحم ملتزم بشرع الله تعالى. ومما يعينك على ذلك الرفق بهم والتخلق معهم بأخلاق الإسلام الفاضلة، والاستعانة عليهم بأصدقائهم ومن له صلة بهم، وحاول أن تسمعهم بعض النصائح والتوجيهات والأحاديث الدينية في الأوقات المناسبة.
وقبل ذلك وبعده عليك باللجوء إلى الله تعالى والتضرع له وكثرة الدعاء لهم، فإن القلوب بيده سبحانه وتعالى يقلبها كيف شاء.
نسأل الله لنا ولك التوفيق والثبات.
والله أعلم.