السؤال
رجل يضع في حسابه كل شهر مبلغا من المال وهو يعمل بالخارج كيف يحسب زكاة ماله في نهاية كل عام؟ وهل يجوز له أن يخرجها مرة واحدة بعد عدة سنوات عن كل سنة؟ وهل يخصم مبلغ الزكاة من المبلغ الكلي عند حساب زكاة السنة التالية؟
وشكرا لكم وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد سبقت الإجابة عن كيفية زكاة المال الذي يودع كل شهر، فراجع الجوابين رقم: 3922، 14150.
أما تأخير دفع الزكاة عدة سنوات فلا يجوز؛ لأن الأصل في إخراج الزكاة الفورية، ولا يجوز تأخيرها إلا لعذر، كعدم حضور المال أو انتظار دفعها لقريب، وذلك لمدة يسيرة عرفا لا تبلغ السنة، فكيف بتأخيرها سنوات، فتأخير إخراج الزكاة عن وقت وجوبها بلا عذر، شح وظلم للفقراء وتعد على حقوقهم.
راجع في هذه المسألة الفتويين السابقتين برقم: 20116، 28787.
ومن منعه مانع من إخراج زكاة ماله حتى تراكمت عليه زكاة سنين، فليزك ما كان موجودا من المال طيلة السنين، وطريقة زكاته أن يزكي ما وجد عن السنة الأولى، ثم يزكي ما تبقى بعد إخراج زكاة السنة الأولى عن السنة الثانية، وهكذا - مثال ذلك: غاب عن ماله ثلاث سنوات، والمال أربعة آلاف، فإذا تمكن من زكاة ماله فليخرج زكاة أربعة آلاف عن السنة الأولى، ثم عن السنة التالية ثلاثة آلاف وتسعمائة، وعن التي تليها يخرج الزكاة عن اثنين ونصفا وثمانمائة وثلاثة آلاف.
وهذا بناء على الراجح من أقوال أهل العلم من أن الزكاة تتعلق بالمال.
والله أعلم.