السؤال
شاهدت برنامجا لتصحيح القراءة، وذكر الشيخ أن طريقتنا ـ أقصد غالبية الناس ـ في نطق حرف السين ليست صحيحة، حيث ننطقها بين السين المفخمة والصاد المرققة ودون همس ولا صفير، وبالتالي فإننا ننطقها كحرف لا يوجد أصلا في اللغة العربية، فبدأت أحاول أن أنطقها صحيحة خصوصا في الصلاة، لكنني غالبا لا أتذكر ذلك إلا بعد قراءتي للآية التي بها حرف السين من سورة الفاتحة، ولأنني كثير الوسوسة في الطهارة، والصلاة، ومخارج الحروف... أحاول جاهدا التخلص منها، فأنا لا أعيد قراءة الآية، بل أكمل القراءة، خاصة أنني حينما أنطق حرف السين خارج الصلاة، أنطقها بين السين والصاد ودون همس ولا صفير، لكنني أقول في نفسي إنها سين، لأن من يسمعني سيفهم أنها سين، فهل صلواتي صحيحة أم لا؟.
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
ففي البداية نسأل الله تعالى أن يشفيك مما تعانيه من وساوس, وشكوك, ونحذرك من تتبعها, بل عليك ألا تلتفت إليها أصلا، فإن ذلك علاج نافع لها, وقد حذر أهل العلم من الوسوسة عموما، ومن الوسوسة في مخارج الحروف, قال ابن القيم ـ رحمه الله ـ في إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان: فصل: ومن ذلك الوسوسة في مخارج الحروف والتنطع فيها.
ونحن نذكر ما ذكره العلماء بألفاظهم: قال أبو الفرج بن الجوزي: قد لبس إبليس على بعض المصلين في مخارج الحروف، فتراه يقول: الحمد، الحمد، فيخرج بإعادة الكلمة عن قانون أدب الصلاة، وتارة يلبس عليه في تحقيق التشديد في إخراج ضاد المغضوب، قال: ولقد رأيت من يخرج بصاقه مع إخراج الضاد لقوة تشديده، والمراد تحقيق الحرف حسب، وإبليس يخرج هؤلاء بالزيادة عن حد التحقيق، ويشغلهم بالمبالغة في الحروف عن فهم التلاوة، وكل هذه الوساوس من إبليس.... إلى أن قال: والمقصود: أن الأئمة كرهوا التنطع والغلو في النطق بالحرف، ومن تأمل هدي رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم، وإقراره أهل كل لسان على قراءتهم، تبين له أن التنطع، والتشدق، والوسوسة في إخراج الحروف ليس من سنته. انتهى.
وعلى هذا، فيكفيك أن تنطق بحرف السين حسبما تستطيع من غير تكلف, ولا يلزمك أكثرمن ذلك, وصلواتك صحيحة, ولا تجب عليك إعادتها، وراجع لمزيد الفائدة الفتوى رقم: 350908.
والله أعلم.