السؤال
هل يمكن أن يأتي يوم لا يبقى في النار أحد، لا أقول إن النار تفنى، بل يخرج الله كل من في النار، فقد رأيت آثارا كثيرة في هذا المعنى عن الصحابة والتابعين؟.
هل يمكن أن يأتي يوم لا يبقى في النار أحد، لا أقول إن النار تفنى، بل يخرج الله كل من في النار، فقد رأيت آثارا كثيرة في هذا المعنى عن الصحابة والتابعين؟.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فهذه الآثار التي أشار إليها السائل لم يصح إسنادها، كما أن بعضها ليس نصا في المسألة، فيحتمل التأويل ليتوافق مع الأدلة المتكاثرة من الكتاب والسنة والآثار على بقاء الكفار في النار، مع أنها قد عورضت بما هو أصح إسنادا، كما في أثر ابن مسعود قال: لو أن أهل جهنم وعدوا يوما من أبد، أو عدد أيام الدنيا، لفرحوا بذلك اليوم، لأن كل ما هو آت قريب. قال ابن رجب في التخويف من النار: بإسناد جيد. اهـ.
وقال الحافظ ابن حجر في فتح الباري: قال القرطبي: وفي هذه الأحاديث التصريح بأن خلود أهل النار فيها لا إلى غاية أمد، وإقامتهم فيها على الدوام بلا موت ولا حياة نافعة ولا راحة، كما قال تعالى: لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها ـ وقال تعالى: كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها ـ قال: فمن زعم أنهم يخرجون منها وأنها تبقى خالية أو أنها تفنى وتزول فهو خارج عن مقتضى ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، وأجمع عليه أهل السنة، قلت ـ أي ابن حجر: جمع بعض المتأخرين في هذه المسألة سبعة أقوال، أحدها: هذا الذي نقل فيه الإجماع... والسابع: يزول عذابها ويخرج أهلها منها، جاء ذلك عن بعض الصحابة، أخرجه عبد بن حميد في تفسيره من رواية الحسن عن عمر قوله، وهو منقطع، ولفظه: لو لبث أهل النار في النار عدد رمل عالج لكان لهم يوم يخرجون فيه ـ وعن ابن مسعود: ليأتين عليها زمان ليس فيها أحد ـ قال عبيد الله بن معاذ راويه: كان أصحابنا يقولون يعني به الموحدين، قلت: وهذا الأثر عن عمر لو ثبت حمل على الموحدين، وقد مال بعض المتأخرين إلى هذا القول السابع ونصره بعدة أوجه من جهة النظر، وهو مذهب رديء مردود على قائله، وقد أطنب السبكي الكبير في بيان وهائه فأجاد. اهـ.
ويمكن الوقوف على تفاصيل هذه المسألة في كتاب رفع الأستار لإبطال أدلة القائلين بفناء النار، وراجع للفائدة الفتوى رقم: 141026.
والله أعلم.