السؤال
قرأت عن عثمان بن عفان ـ رضي الله عنه ـ أنه كان أتم الناس حديثا، لكنه مع ذلك كان رضي الله عنه يهاب الحديث، لأنه كان حييا شديد الحياء، فلم أفهم معنى هذا الكلام جيدا، فهل المعنى أنه كان لا يتكلم أمام الناس بفصاحته، لأنه يستحي؟ وما هو المعنى الصحيح؟.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فعثمان بن عفان ـ رضي الله عنه ـ كان فصيحا حسن الحديث، فقد أخرج ابن سعد عن عبد الرحمن بن حاطب، قال: ما رأيت أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: كان إذا حدث أتم حديثا، ولا أحسن من عثمان بن عفان، إلا أنه كان رجلا يهاب الحديث.
فمعنى هذا ـ والله أعلم ـ أنه كان إذا تحدث في موضوع أتمه بأحسن عبارة وأفصح تعبير، ولكنه مع ذلك كان طبعه الحياء وعدم الرغبة في الحديث لغير داع، وخاصة أمام الملأ أو الجمع الغفير، فقد ذكر بعض المؤرخين أنه ـ رضي الله عنه ـ في بداية خلافته عند ما بويع بالخلافة صعد المنبر فقال: الحمد لله، وارتج عليه، فقال: إن أبا بكر وعمر كانا يعدان لهذا المقام مقالا، وإنكم إلى إمام فعال أحوج منكم إلى إمام قوال.. ثم نزل.
ومما يدل على فصاحته وبلاغته ما جاء في خطبه ومواعظه، وانظري لذلك شعب الإيمان للبيهقي، وسبل الهدى للصالحي.
والله أعلم.