السؤال
علاقتي بالله كانت قوية جدا ومحافظ على صلواتي كلها، وللأسف حاولت أن أقلد أصدقاء السوء ووقعت مع فتاة في الزنا الأصغر مرة واحدة، وحدث كل شيء بينا إلا الإيلاج في الفرج، وأنا نادم أشد الندم... ولم أعد أشعر بلذة طاعة الله ولا بالعبادات، وهناك فروض لا أصليها، والحياة قد اسودت في وجهي، وأتمنى أن أذهب ويقام علي الحد مهما كان، مع أنني قرأت أن الحد لا يقام إلا في حالة الزنا الأكبر، لكنني مكتئب وحالتي قد تدهورت بسبب ما حصل، فهل هناك كفارة لهذا الذنب، مع أنني تبت إلى ربي توبة نصوحا...؟.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فهذا الذنب الذي اقترفته لا يوجب الحد، والواجب عليك هو التوبة النصوح إلى الله تعالى، والندم الأكيد على ما فعلته، والعزم الجازم على عدم معاودة مثل هذا الذنب، ولبيان كيفية تحصيل الندم انظر الفتوى رقم: 134518.
فإذا ندمت على ذنبك وتبت توبة صادقة، فإن الله تعالى يمحو عنك أثر هذا الذنب وتكون كمن لم يذنب، كما قال صلى الله عليه وسلم: التائب من الذنب كمن لا ذنب له. رواه ابن ماجه.
ولا تجب عليك كفارة، وإنما يشرع لك الاستكثار من الحسنات، والتزود من الطاعات، فإن الحسنات يذهبن السيئات، وإياك وترك الصلاة وإضاعة فرائض الله، فإن هذا ذنب أعظم بكثير من الذنب الذي ارتكبته، وانظر الفتوى رقم: 130853.
فأقبل على ربك واجتهد في طاعته، وأحسن ظنك به، وتب إليه صادقا، وحافظ على الفرائض، واترك المحرمات، ودع رفقة أصحاب السوء، ولا تصحب إلا أهل الخير، وادع الله بإخلاص وصدق أن يثبتك على طاعته، ويوفقك للاستقامة على شرعه.
والله أعلم.