حكم دعاء الشخص أن يرزقه الله حياء مثل حياء عثمان بن عفان

0 167

السؤال

هل يمكن لأحد من الناس أن يصل في (الحياء) إلى مثل درجة الصحابي الجليل عثمان بن عفان -رضي الله عنه-، أم إن ذلك غير ممكن، حتى ولو دعوت الله عز وجل أن يجعلني مثله في الحياء، أو شربت ماء زمزم بهذه النية؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن الأولى للمسلم دعاء الله عز وجل بالأدعية الجامعة لخيري الدنيا والآخرة -وأعلاها ما كان مأثورا في الوحي من الكتاب والسنة-، وأن يتجافى عن الأدعية المتكلفة، فعن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستحب الجوامع من الدعاء، ويدع ما سوى ذلك. أخرجه أبو داود وصححه ابن حبان والحاكم.

فما يضيرك لو دعوت الله أن يرزقك الحياء، واكتفيت بذلك؟! وما الداعي لتكلف الدعاء بحياء مثل درجة حياء عثمان بن عفان -رضي الله عنه-؟!

وقد ذكر الشيخ محمد صالح المنجد أن الدعاء بمثل حياء عثمان، من التكلف والاعتداء في الدعاء، فقال: وينبغي أن ننزه هذه الشعيرة العظيمة عن المبتدعات، والأشياء التي دخلت عليه؛ كالمبالغة في رفع الصوت به، وقد قال عليه الصلاة والسلام: (يا أيها الناس اربعوا على أنفسكم؛ فإنكم لا تدعون أصم ولا غائبا، إنه معكم، إنه سميع قريب)، وكذلك فإنه أمرنا أن ندعوه تضرعا، وخفية، ونتجنب التكلف في السجع، والاعتداء في الدعاء؛ كسؤال ما لا يليق، وبعضهم يرسل رسائل جوال يقول: رزقك الله إيمانا كإيمان أبي بكر، وقولا في الحق كقول عمر، وحياء كحياء عثمان، وصبرا كصبر أيوب، من الذي له هذه المقامات؟. اهـ. 

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة