السؤال
ما حكم هذا الدعاء: (اللهم لا تجعلنا من الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا.) فقد قرأت أن الآية التي اشتق منها الدعاء، تتحدث عمن لا يعبدون الله، وأنهم هم الذي ضل سعيهم؟
ما حكم هذا الدعاء: (اللهم لا تجعلنا من الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا.) فقد قرأت أن الآية التي اشتق منها الدعاء، تتحدث عمن لا يعبدون الله، وأنهم هم الذي ضل سعيهم؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا حرج في الدعاء المذكور، والآية عامة في كل من يسلك طريقا يحسب أنه فيه على هدى، وهو في الحقيقة على خلاف ذلك. يقول ابن كثير في تفسيره: ومعنى هذا عن علي -رضي الله عنه-: أن هذه الآية الكريمة تشمل الحرورية، كما تشمل اليهود والنصارى وغيرهم، لا أنها نزلت في هؤلاء على الخصوص، ولا هؤلاء، بل هي أعم من هذا؛ فإن هذه الآية مكية قبل خطاب اليهود والنصارى، وقبل وجود الخوارج بالكلية، وإنما هي عامة في كل من عبد الله على غير طريقة مرضية، يحسب أنه مصيب فيها، وأن عمله مقبول، وهو مخطئ، وعمله مردود، كما قال تعالى: {وجوه يومئذ خاشعة * عاملة ناصبة * تصلى نارا حامية} [الغاشية: 2-4]، وقوله تعالى: {وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا} [الفرقان: 23]، وقال تعالى: {والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا} [النور: 39]. انتهى.
والله أعلم.