قاضيان في النار وقاضٍ في الجنة

0 502

السؤال

ماذا أفعل إذا كان القاضي يميل مع خصمي ويدافع عنه ويأخذ ما يقوله خصمي ولا ينظر لما أقوله ولا يكتبه وكل الجلسات مذكور فيه ما يخص خصمي فقط ويرفض البيانات التي أقدمها ويماطل بالمواعيد باستمرار ويتعمد بها القاضي ضدي. ولا أستطيع أن أثبت ذلك بشهادة من أحد؟ أفيدوني جعله الله في موازين حسناتكم...

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإذا ثبت فعلا ما نسب إلى هذا القاضي وجب عليه أن يتقي الله تعالى ويخاف عقابه، ويبادر إلى الله تعالى بتوبة صادقة؛ لأنه أقدم على ذنب عظيم، وذلك لأن الله تعالى أمر بالعدل في الحكم بين الناس. قال سبحانه مخاطبا عبده الصالح داود عليه السلام بقوله: يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله إن الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب[ص:26]، وقال سبحانه مخاطبا عباده المؤمنين: يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين إن يكن غنيا أو فقيرا فالله أولى بهما فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا وإن تلووا أو تعرضوا فإن الله كان بما تعملون خبيرا[النساء:135] وقال جل ثناؤه: ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى[المائدة:8]. ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: القضاة ثلاثة: قاضيان في النار وقاض في الجنة. رجل قضى بغير الحق فعلم ذاك فذاك في النار، وقاض لا يعلم فأهلك حقوق الناس فهو في النار، وقاض قضى الحق فذلك في الجنة. رواه الترمذي. والذي ننصحك به هنا هو أنه إذا رأيت أن هذا القاضي ماض في جوره، فلا حرج عليك في رفع أمرك إلى من فوقه من المسؤولين، إما بتحويل القضية عنه إلى قاض غيره، أو السماح لك بالاستئناف في حال حكم عليك بما تراه ظلما وتحيزا لخصمك. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة