السؤال
هل يجوز الاحتفاظ بدمى الأطفال في المنزل؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالدمى التي يلعب بها الأطفال نوعان:
الأول: ما كان مصنوعا من العهن والرقاع والخرق كما كان في العهد القديم، وهذا النوع لا حرج في صناعته واللعب به والاحتفاظ به عند جمهور العلماء من الحنفية والمالكية والشافعية وجماعة من الحنابلة.
والدليل على ذلك حديث عائشة رضي الله عنها قالت: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوة تبوك أو خيبر، وفي سهوتها ستر فهبت ريح، فكشفت ناحية الستر عن بناتي. ورأى بينهن فرسا له جناحان من رقاع. فقال: "ما هذا الذي أرى وسطهن ؟" قالت: فرس. قال: ما هذا الذي عليه؟ قالت: جناحان. قال: "فرس له جناحان؟" قالت: أما سمعت أن لسليمان خيلا لها أجنحة؟ قالت: فضحك حتى رأيت نواجذه . رواه أبو داود والنسائي.
والسهوة: ما يكون شبيها بالرف أو الطاق الذي يوضع فيه الشيء.
وروى البخاري في صحيحه عنها رضي الله عنها قالت: كنت ألعب بالبنات عند النبي صلى الله صلى الله عليه وسلم، وكان لي صواحب يلعبن معي، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل يتقمعن منه (يتغيبن منه) فيسربهن إلي ( يرسلهن إلي ) فيلعبن معي .
والنوع الثاني: ما كان مصنوعا من البلاستيك ونحوه مما جد في هذا العصر، مما هو مماثل تماما لجسم الإنسان من حيث اللون والهيئة والملامح ففيه العينان والشفتان والأذنان والشعر…. الخ، وربما أضيف إلى ذلك حركة اليدين أو الرجلين أو العينين، وصوت وكلام مسجل وضحك ونحو ذلك.
ولا مرية في أن هذا النوع من اللعب بينه تفاوت كبير مع النوع الذي كان موجودا في الزمن الأول، اعني ما صنع من الخرق، وقد اختلف فيه العلماء المعاصرون على قولين: الأول: التحريم، لدخوله تحت عموم الأدلة الدالة على منع صناعة التماثيل، ولمخالفتها الظاهرة للعب التي جاءت فيها الرخصة في حديث عائشة رضي الله عنها، فتبقى هذه الصور على الأصل العام، ولما فيها من شدة المشابهة والمضاهاة لخلق الله.
والقول الثاني: الجواز اعتمادا على الرخصة الثابتة في حديث عائشة رضي الله عنها.
ولهذا نقول: إن الأحوط تجنب هذه الدمى والاستغناء عنها بغيرها من اللعب، مما لا يكون على صورة ذوات الأرواح كالسيارات والقطارات ونحو ذلك.
والله أعلم.