السؤال
شيخي الكريم: أمي -رحمها الله- توفيت ليلة جمعة بسرطان بانكرياس، كان هناك الكثير من الناس في الصلاة والدفن، نطقت الشهادتين رحمها الله.
سؤالي جزاكم الله خيرا: هل في هذه الأشياء ما يبرهن على حسن خاتمتها؟ وهل الموت ليلة أو يوم الجمعة له فضل؟ هل سرطان البنكرياس بالضبط مبطون؟
وأخيرا -حفظكم الله وسدد خطاكم- السيدة المغسلة للأموات قالت لأختي: أشم رائحة طيبة تخرج من أمك. هل هذا ممكن؟ وما معناه؟
لا تنسوا أمي -رحمها الله- من صالح دعائكم.
شكرا جزيلا، وبارك الله فيكم، وتقبل عملكم.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى الرحمة والمغفرة لأمك ولجميع المسلمين، ونذكرك بفضل الصبر واحتساب الأجر عند الله تعالى.
ثم إن الموت ليلة الجمعة، ونطق الشهادة عند الموت، من أمارات حسن الخاتمة، ويدل لذلك ما في حديث الحاكم: من كان آخر كلامه لا إله إلا الله، دخل الجنة. وفي حديث المسند: من قال لا إله إلا الله ختم له بها، دخل الجنة، ومن صام يوما ابتغاء وجه الله ختم له به، دخل الجنة، ومن تصدق بصدقة ابتغاء وجه الله، ختم له بها، دخل الجنة.
وفي الحديث: ما من مسلم يموت يوم الجمعة أو ليلة الجمعة، إلا وقاه الله فتنة القبر. رواه الترمذي، وقال: حديث غريب، وقد ضعف سنده ابن حجر، وقال الألباني في أحكام الجنائز: فالحديث بمجموع طرقه حسن أو صحيح.
ويرجى لمن مات بسبب السرطان في البنكرياس أن يكون من الشهداء، فقد ورد في حديث الصحيحين: الشهداء خمسة: المطعون، والمبطون، والغريق، وصاحب الهدم، والشهيد في سبيل الله.
والمبطون كما قال النووي ـ رحمه الله ـ في شرح مسلم هو: صاحب داء البطن ـ وهو الإسهال ـ قال القاضي: وقيل: هو الذي به الاستسقاء وانتفاخ البطن، وقيل: هو الذي تشتكي بطنه، وقيل: هو الذي يموت بداء بطنه مطلقا. انتهى.
وقال القاري في مرقاة المفاتيح وعون المعبود: والمبطون من إسهال، أو استسقاء، أو وجع بطن. اهـ.
وقال الشيخ العثيمين ـ رحمه الله-: والمبطون هو الذي أصيب بداء البطن، بمعنى أنه يكون فيه إسهال، أو وجع في بطنه، ومنه ما يسمى بالزائدة إذا انفجرت وما أشبه ذلك، فكل أدواء البطن التي تكون سببا للموت؛ فإنها داخلة في قوله صلى الله عليه وسلم: المبطون ـ لا سيما التي يكون الموت فيها محققا عاجلا. انتهى.
والله أعلم.