السؤال
هل المؤمن القوي خير من الضعيف؟ وما الحكم إن كانت الرياضة المجهدة كألعاب القوى تجعل الإنسان مجهدا فلا يقوم بمثل ما كان يقوم به من عبادات، حيث جاء في القرآن الكريم أن نقرأ ما تيسر من القرآن في حالة السعي على الرزق؟
هل المؤمن القوي خير من الضعيف؟ وما الحكم إن كانت الرياضة المجهدة كألعاب القوى تجعل الإنسان مجهدا فلا يقوم بمثل ما كان يقوم به من عبادات، حيث جاء في القرآن الكريم أن نقرأ ما تيسر من القرآن في حالة السعي على الرزق؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فلا شك أن المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، كما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقوة المؤمن مطلوبة بالدرجة الأولى في عقيدته وإيمانه، وفي جميع مجالات حياته، بما في ذلك قوة جسمه، وقد اهتم الإسلام بجميع جوانب الإنسان بروحه وبجسده، وشجعه على ممارسة الرياضة الذهنية والبدنية المضبوطة بالضوابط الشرعية. والرياضة البدنية ليست هدفا أو غاية في نفسها، بل هي وسيلة من وسائل القوة لحماية الدين ونصرة المسلمين وإنقاذ المستضعفين. وإذا تحولت الرياضة البدنية إلى هدف في حد ذاته، أو شغلت عما ينفع المسلم في دينه أو دنياه، فقد تحولت عن المراد منها شرعا، وينبغي للمسلم ألا يضيع فيها وقته. وإذا كانت الرياضة تجهد البدن وتعوق المسلم عن ورده من الليل وتلاوة القرآن الكريم، فإن عليه أن يتجنبها حتى لا يعجز أو يكسل عن القيام بحزبه، فقيام الليل وقراءة القرآن رياضة بدنية وروحية تقوي البدن وتزيد الإيمان، ولا ينبغي أن يبدل بها الرياضة البدنية. وما أشار إليه السائل الكريم من قول الله تعالى:فاقرأوا ما تيسر من القرآن[المزمل:20]، هذا ناسخ لفريضة قيام الليل، التي فرضت على المسلمين في بداية الأمر، ثم نسخت فريضتها بالصلوات الخمس، وبقي قيام الليل سنة، وذلك تخفيفا على المسلمين، ولهذا جاء بعدها قول الله تعالى: علم أن سيكون منكم مرضى وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله وآخرون يقاتلون في سبيل الله فاقرأوا ما تيسر منه وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأقرضوا الله قرضا حسنا[المزمل:20]. وقد سبقت الإجابة على شرح حديث: المؤمن القوي.. وبإمكانك أن تراجعها للفائدة في الفتوى رقم: 31533. والله أعلم.